مقالات متنوعة

الهندسة المقدسة

:Prepared by

Troy Ashmoun

الهندسة المقدسة هي الصيغ الرياضية التي تعمل كأساس أو نقطة انطلاق والتي يوجد بها كل شيء. الهندسة المقدسة هي المكان الذي يلتقي فيه العقل والمادة – الروحية والمادية  الظاهرة والخفية  المحدوده و غير المحدودة. إذا استطعت أن تتخيل مخطط المهندس المعماري الذي يرسمه ليكون الدليل الهندسي لمبناه فيمكنك التقاط لقطة لماهية الهندسه المقدسة. تماماً مثلما يُعلم المهندس المعماري مخطط المبنى وموضعه وابعاده وقياساته كذلك تُعلم الهندسة المقدسة تجطيط الأرض ومواقعها وقياستاتها وليس الارض فقط بل كذلك الأكوان وجميع سكانها. يمكنك العثور على الهندسة المقدسة في كل مكان حتى جسمك! في صميم كل شيء.

هذا المصطلح وجد في الحضارات القديمة ويرمز إلى الأسرار الباطنية التي ارتكزت عليها الأسرار الشرقية، وقد كان البحث على مدار الأجيال عن الهندسة الكونية. إن العلماء يُعَرّفونه بأنه (رمز) للعلوم الباطنية التي اسست المعتقدات القديمة في جميع أنحاء العالم وخاصة بابل وقدماء المصريين . والهندسة الكونية علوم باطنية عرفتها كل الحضارات وعرفوه أيضا علماء الصوفية والذى خرج منهم اولياء الله الصالحين وكذلك الحكماء الذين تعلموا أسرارها “الأسرار الباطنية للهندسة المقدسة والهندسة الكونية، حقيقة العلوم الخفية والرموز والاوفاق والطلاسم السحرية وعلم الحرف والارقام، إن علم الهندسة الكونية هو أعلى درجة من علوم الرياضيات والفيزياء والكيمياء والفلك والفلسفة.

الهندسة الكونية:

يعتمد علم الهندسة الكونية، على فهم الوعي الكوني والوعي الشخصي، وكيفية التواصل مع الأبعاد والأكوان، وكيفية التعامل مع الكائنات غير المرئية، واستجلاب العلوم منها لتطوير البشرية. هذا هو هدف الهندسة الكونية حيث كشف الأسرار ورفع الحجب” لا يوجد شيء في الكون إلا ويخضع إلى الهندسة المقدسة “لغة الكون والاله الواحد:- الهندسة المقدسة (Sacred Geometryy) كيف يعمل العقل الكونى وكيف يتحدث؟

الهندسة المقدسة هى القوانين الهندسية التى بنيت عليها منظومة الطاقة ونشأة الخلق وتطوره. الحمض النووى للانسان، قرنية العين، أوراق الزهور، الكريستالات، الأشجار، القواقع فى البحار، النجوم والمجرات، الهواء الذى نتنفسه … كل أشكال الحياه نشأت من أكواد (شفرات) هندسية لانهائية.

أعتقدت الحضارات القديمة أن دراسة الهندسة المقدسة (ٍٍSacred Geometry) ضرورية للتعاليم الروحية و لارتقاء الانسان. و كانوا يعلمون أن أشكال و أكواد الهندسة المقدسة (مثل المجسمات الأفلاطونية) هى رموز للعالم الباطن الكامن فى الانسان، وكان مفهوم كلمة “مقدس” لدى الحضارات القديمة مرتبط بالوعى و علوم الباطن ومعرفة الانسان بذاته العليا.

ظهرت مدارس العلوم الباطنية فى اليونان منذ حوالى 2500 سنه و هى مدارس عنيت بتدريس علوم ما وراء الطبيعة التى نقلها اليونانيون (أمثال فيثاغورس و أفلاطون) من مصر القديمة. وكانت المجسمات الأفلاطونية (Platonic Solids) تمثل العناصر الخمسة الأساسية التى نشأ منها الكون أو بمعنى أدق الحالات الخمسه للمادة (الحالة الصلبة، الحالة السائلة، الحالة الغازية، الحالة النارية/البلازما، الحالة الأثيرية).
تمثل الأشكال الهندسية و المجسمات مراحل التجسيد/الظهور/التجلى … الخروج من الباطن الى الظاهر.

التعمق فى دراسة الهندسة الكونية و كشف كيفية ترابطها يزيل “الشخصانية” عند الانسان التى توهمه بأنه منفصل عن الكون و عن غيره من البشر. وعن طريق دراسة الهندسة المقدسة يمكن التعرف على النسب التى تضبط التوازن والتناغم فى الكون والتى تنظم حياتنا وتربطنا بكل الموجودات.

متتالية فيبوناتشى والنسبة الذهبية / القطع الذهبى . Golden Ratio (1.6188) هى النسبة المنظمة لعملية نشأة الكون وهى الكود الرئيسى المتواجد فى كل المخلوقات (النباتات، قواقع البحار/جسم الانسان/ المجرات). و هذا ما أدركته الحضارات القديمة.
لذلك كانت الحضارات القديمة تستخدم القطع الذهبى فى بناء صروحها المعمارية و منها المعابد بهدف خلق مجال من الطاقة الروحانية داخل المعبد يساعد على ربط الانسان بالكون و العوالم الأخرى.

الهندسة هى أساس الواقع و العالم الذى نعيشه، و نحن نعيش فى عالم متلاحم تحكمه قوانين واحدة خفية عنا.

وتعتبر أهرامات الجيزة من أشهر أبنية الحضارات القديمة التى تعكس استخدام الحضارات القديمة للقطع الذهبى فى البناء. والترددات الناتجة عن القطع الذهبى (Golden Ratioo) تتيح لها قدرات فائقة على الاتصال بالعوالم الأخرى.

نحن نعيش فى البعد الثالث (3rd Dimension) و هو عالم التجسد، والقطع الذهبى أوالنسبة الذهبية هى بوابة انتقال بين العوالم تخرج من خلالها المادة الى البعد الثالث/التجسد. على سبيل المثال عندما يولد نجم فأنه يتبع متتالية معينة من القوانين الكونية هى نفس المتتالية التى تنشأ بها الحياه فى الكون كله.

النسبة الذهبية:   (Golden Ratio) بصمة الخلق

النسبة الذهبية أو الرقم الذهبي 1.618 رقم بسيط في شكله لكن في حقيقة الأمـــر يعتبر من أكثر الأرقام إثارة للجدل على مر التاريخ فهي نسبة تُكسب كل عمـــل نقوم به في شتي مجالات الحياة -إذا ما استخدمناها- جمالاً وإتقاناً وتجعل منه عملاً إبداعياً (وهي إحدى مقاييس الجمال وأحد أسرار الجمال من حولنا في هذا الكون)

خلال دخولك في عالم الهندسة المقدسة ستبدأ النظر إلى الوجود من حولك بطريقة مختلفة تماماً DNA سوف تكتشف الجمال الحقيقي للطبيعة من حولك، جزيئات الحمض النووي، قرنية العين، بلورات الثلج، مخاريط الصنوبر، بتلات الزهرة، كريستالات الألماس، تفرع أغصان الشجر،صدفة المحار البحري، الشمس التي ندور حولها، المجرة التي ندور داخلها، الهواء الذي نتنفسه، وجميع أشكال الحياة الأخرى التي نراها حولنا تنبثق من نظام هندسي مبطن.

والتأمل في هذا النظام الخفي ونماذجه الهندسية المختلفة تجعلنا نحدّق مباشرة إلى الخطوط  الظاهرة على وجه الحكمة العميقة وتزودنا بلمحة عن الأعمال الباطنية للعقل الكوني هناك الكثير من الأمثلة التي تكشف عن جوهرية هذه النسبة المقدسة في المخطط الأولي لتصميم الكون وكل ما يحتويه من كائنات حية وحتى جامدة  لكن سوف نهتم أولاً بطريقة تجلي هذه النسبة المقدسة في أحد أهم الكائنات وهو الإنسان.

 

 

 

جسم الإنسان مبني بتقسيماته الهيكلية الأساسية وأبعاده الخارجية على النسبة الذهبية  في توازن مدهـــش بين كل ابعاد وتقسيمات جسم الانسان فالمسافة بين أعلى رأس الإنسان إلى أخمص قدمية مقسومة على المسافة من السرة إلى الأرض تعطي النسبة الذهبية، والخصر للأرض مقسوما على الركبة للأرض تحقق النسبة الذهبية، والمسافة من الكتف لأطراف الأصابع مقسومة على المسافة من الكوع لأطراف الأصابع تعطي النسبة الذهبية المسافة بين الورك الى الأرض مقسمة على المسافة بين الركبة و الأرض تعطيك نفس الرقم الذهبي، وحتى في وجه الإنسان وأدق التفاصيل تخضع للنسبة الذهبيــة كل ما في جسم الانسان من سلاميات الاصابع و اصابع القدمين و الحبل الشوكي ونسبة الوجه الى الجسم كلها تعود الى هذه النسبة في تناســـق مدهش للابعاد، وبالتالي فإن جسم الانسان مع هذا التناسق يعد مثال حي للنسبة الذهبية.

 

 

الخط 1// يمثل طول الجسم. الخط 2// يمثل المقطع الذهبي للخط /1/، ويمثّل المسافة بين قمة الرأس ورؤوس الأصابع الخط 3// يمثّل المقطع الذهبي للخط /2/ ويمثل المسافة بين قمة الرأس وبين مرفق اليدين وكذلك وسط البطن أو (الصرّة). الخط 4// يمثل المقطع الذهبي للخط /3/، ويمثل المسافة الفاصلة بين قمة الرأس وبين الصدر (عند مستوى أعلى الذراعين( وكذلك يمثل عرض الكتفين وكذلك يمثّل طول الساعد مع الكف، وطول عظمة الساق الأكبر.

 الخط 5// يمثّل المقطع الذهبي للخط 4// ويمثل المسافة بين قمة الرأس وقاعدة الجمجمة. كما يمثل عرض البطن. المقاطع الصغيرة الموجودة عند الرأس تمثل مواقع الأنف وخط الشعر، وهنالك خطوط صغيرة تمثل المقطع الذهبي للخط 5//
والتي تمثل عرض الرأس ونصف عرض الصدر والورك من خلال تطبيق هذه الطريقة في تقسيم الخطوط على أصبع الشاهد لديك (أي السبابة) مبتدأً من رأس الإصبع ومنتهياً عند قاعدة الرسغ سوف تكتشف بأن كل قسم هو أكبر من القسم الذي يسبقه بنسبة تعادل النسبة الذهبية، أو تتطابق أبعادها مع أرقام  فابوناتشي (2/3/5/8).

 

 

وكذلك الأمر

فإن اليد تمثل نسبة ذهبية مع الساعد، حيث أن نسبة الساعد لليد تمثل أيضاً النسبة الذهبية 1.618 الرأس يشكل مستطيل ذهبي مع العينين في مركزه كل من الأنف والفم متموضع في مقطع ذهبي للمسافة الفاصلة بين العينين وأسفل الذقن.

قد اكتشف علماء البيولوجي خاصية غريبة تتعلق بمجتمعات النحل هي أن عدد الإناث في أي خلية يفوق عدد الذكور بنسبة ثابتة وهذه النسبة هي1,618) ) ونجد هذه النسبة المتناسقة أيضـا في الحلزون وفي كثير من الحيوانات كالدولفين والفراشات، وأيضـا في النباتات.

 

 

 

 

 

اللولب الذهبي:

ويسمى أيضاً “لولب باي” .PHI SPIRAL يمكن تشكيل هذا اللولب من خلال رسم ربع دائرة في زاوية كل من المربعات التي يتألف منها المستطيل الذهبي (أنظر في الشكل السابق). هذا اللولب ليس لولباً رياضياتياً حقيقياً، لأنه مؤلف من أقسام دوائر مختلفة مركبة ببعضها، لكنه يطابق الشكل اللولبي الذي تتخذه كافة الأشكال وحركات النمو الحاصلة في الطبيعة. يمكن مشاهدة هذا الشكل الحلزوني المميز في الكائنات الصدفية مثل الحلزونات والأصداف البحرية، وحتى في قرون بعض أنواع الماعز والغزلان، هذا ولم نتحدث عن الثمار والفاكهة وطريقة توزيع البذور في أزهار النباتات.

وأذن الإنسان هذا اللولب الذي وصفته سابقاً، والمؤلف داخل المربعات، يصنع خطاً من مركز الحلزون ويزداد بنسبة ذهبية خلال انحناءه في كل مربع. إذاً فنقاط الانحناء على اللولب تبعد 1.618 مرة عن المركز بعد كل انحناءة.

 وبعد اكتمل دورة كاملة انطلاقاً من المركز  يكون بعد نقطة النهاية قد أصبح يساوي: 1.618×8= 6.854 ضعف للمسافة الفاصلة بين آخر انحناءة والمركز وكافة مجريات الكون تخضع لقانون النسبة الذهبية ويمكنك ملاحظة شكل اللولب الذهبي بين طرف  هذا السديم لقد تبين فعلاً، وبالتجربة العلمية العصرية، أن الكون بأكمله هو من إنتاج وتصميم عقل عظيم هذا الكون يتميز بطبيعة هولوغرافية وخواص هندسية متراكبة FACTAL الجزء يشبه الكل بحيث يتجسد التشابه (التطابق) بين أصغر جسيم على المستوى الذري حتى أكبر جرم على المستوى الكوني.

إن هذا التناسب الواضح في التفاصيل والتناسق الإبداعي دليل على وجود الخالق وعظَمته وانفراده بالإبداع بخلقه الكون متناغم، ومن دون الهندسة المقدسة، من المستحيل ان تقوم الحياة، حيث أن برنامج اللاوعي لدينا يعتمد على اشكال هندسية متناغمة ومتساوية ليتكون منها جسد فيزيائي يستطيع أن يتناغم، وأي خلل في هذا التناغم الطبيعي سوف ينتج عنه حالة شاذة يمكن أن تسبب انهيار الهندسة المقدسة في اللاوعي الشخصي لدى الإنسان والحيوان. وحتى نستطيع فهم ماهية الهندسة المقدسة المرتبطة باللاوعي علينا فهم (سر زهرة الحياة).

 

هذا الشكل الهندسي بالصورة يسمونه “زهرة الحياة” ويعتبر رمزاً من رموز “الهندسة المقدسة”، العجيب ان الشكل وجد في كافة الحضارات القديمة والمخطوطات والمعابد الأزلية المتفرقة حول العالم.

الاشكال الافلاطونية:

العالم عبارة عن مزيج من خمسة أشكال مقدسة تعرف باسم الاشكال الأفلاطونية الاشكال الأفلاطونية هي رباعي الاسطح، السداسي، أوكتاهيدرون، الدوديكاهيدرون، وإيكوساهيدرون. سميت الاشكال الأفلاطونية باسم الفيلسوف اليوناني القديم أفلاطون الذي قال إن كل شكل من هذه الأشكال يتوافق مع أحد العناصر: الأرض، النار، الهواء، الماء والأثير (الطاقه المتدفقه).

لاشكال الأفلاطونية متطابقة لها جوانب وزوايا متساوية ولها نفس عدد الوجوه التي تلتقي في الرؤوس. تشبه الاشكال الأفلاطونية اللبنات الأساسية التي بنيت عليها المادة العضوية والحياة وكل الكون. نجد أمثلة جيدة على ذلك في الطبيعة والفن وحتي الموسيقى واللغة. حرفيا يمكن تتبع كل شيء في الكون لهذه الأشكال بشكل أو بآخر: من الزهور والأشجار إلى الحمض النووي وبنية الخلية الى حتي شكل المجرات. يتم إنشاء المنشئات المقدسة مثل المساجد والمعابد أيضا باستخدام هذه الأنماط:

تيتراهيدرون:

رباعي الاسطح هو رمز ثلاثي الأبعاد للتوازن والاستقرار حيث أن كل جانب مسطح بغض النظرعن كيفية تشغيله. يمثل عنصر النار ويخلق التوازن الطبيعي بين الجسد والروح. يتوافق مع شاكرا الضفيرة الشمسية.

مثال على رباعي السطوح هو الاهرام فى مصر وكذلك من الاحجار الكريمه هي السترين والعقيق والهيماتيت (و الاحجار التي لديها بنية مثلثية).

هيكسايدرون:

المكعب هو رمز ثلاثي الأبعاد لطاقة التأريض والتركيز. إنه يوصلك إلى طاقات الأرض والطبيعة ، ويجلس بشكل مسطح ، وبالتالي يكون متجذرًا بقوة في أي مكان يزرع فيه. يرتبط المكعب بعنصر الأرض ويتوافق مع شاكرا الجذر. أمثلة على هيكسايدرون الاحجار الكريمه الزبرجد ، الأباتيت والسجيليتي.

أوكتاهيدرون:

هو شكل ثلاثي الأبعاد يعكس نفسه ويمثله عنصر الهواء. إنه مرتبط بـ شاكرا القلب، مركز الحب والرحمة. يمثل التناغم مع الطبيعة الروحية و الذات. أمثلة على الاحجار الكريمة التي لها بنية ثماني السطوح هي العقيق و فلوريت والمغنتيت.

إيكوساهيدرون:

هو رمز ثلاثي الأبعاد يشجع على التقدم نحو الامام، مما يسمح للإبداع دون عناء. ويرتبط مع عنصر الماء ويتوافق مع شاكرا العجز. من خلال الإيكوساهيدرون، نسمح بحرية التعبير وإزالة العوائق العاطفية التي تعيقنا. لا يتمثل الإيكوساهيدرون فى انواع من الاحجار الكريمة.

الدوديكاهيدرون:

هو رمز ثلاثي الأبعاد يذكرنا بقدرتنا على تجاوز الجسم المادي لإعادة الاتصال مع صدى أعلى لطبيعتنا الحقيقية. يرتبط بعنصر الأثير (الطاقه المتدفقه او الروح) ويتوافق مع الشاكرات العليا – العين الثالثة، التاج، وما فوقها. لا يتمثل الدوديكاهيدرون فى انواع من الاحجار الكريمة.

ان الهندسة المقدسة تحتاج لحلقات ابحاث كثيرة وعميقة لنستطيع فهمها و نتأمل قدرة الخالق في جمال بديع وما صنع.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى