مقالات متنوعة

النقطة

أشرق إله الشمس رآ وغمرَ أديمَ الأرض بالدفء والخير والخصب. عانقتْ شعاعاتُه الأغصان والأوراق والطيور والصخور. امتزج دفؤه بقطرات الندى فتباركتْ، وشفَّتْ وارتقتْ، حتى تحولتْ أثيرًا جانَسَتْ طبيعتُه طبيعة النور… أثيرًا تعالى وعلا، تصاعَدَ لملاقاة مصدر الشعاع، ليخترق حواجز وطبقات، ليُصدَم بعوائق ومعوقات، ليحاول من جديد بفرح، من دون كلل.

قطرة ندى ابتهلتْ إلى الإله رآ: خذني إليك، وحِّدْني معك. طهِّرْ كياني من كلِّ الغبار الذي علق بي خلال هذا الليل الطويل. اجعلني قطرة مقطَّرة، مشبعة بنورك.

أذهب في مشواري البعيد وأعود إلى نقطة البداية:

قطرة ندى أنا، هطلت من الضباب

نقطة ماء أنا، تنشد المحيط

سكرى أنا من نشوة اللقاء

أتوق بلهفة، أتألم للفراق

أنادي، أناجي، أحنُّ إلى الحبيب

وأرنو إليه بلوعة المشتاق

آلاف المرايا تعكس الحنين

وتَعْلَقُ فيها ومضاتٌ من البعيد

وعينٌ سحرية تنفتح على الفضاء…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى