مقالات متنوعة

مدخل إلي الفلسفة النظرية والتطبيقية (2)

Dr. Mustafa Al-Nashar

:Prepared By

David Ashmoon

في البداية تحدث الكاتب عن نشأة الفلسفة اليونانية وتأثرها بالفلسفة الشرقية قديماً مع امتيازية الفلسفة اليونانية بحرية الفكر.

انتقل بعد ذلك إلى الحديث عن السفسطائيين ونشأتهم ومعنى الكلمة الأستاذ أو الحكيم واتخذوها مهنة، تعليم الناس فنون الجدل والخطابة مقابل المال وهذا ما اعترض عليه طبعاً، وكان لهم دور في تحويل اهتمام فلاسفة اليونان من تفسير الطبيعة إلي قضايا الإنسان ودوره.

زعيم السفسطائية بروتاجوراس قال أن الإنسان هو معيار الأشياء جميعاً، بمعني آخر أقر نسبية المعرفة الإنسانية ولم يجعلها مطلقة بمثال بسيط إذا تذوقت عسلاً 🍯 ووجدته مراً فهو مر بالنسبة لك إذا كنت مريضاً مثلاً وحينها في هذه اللحظة هو مر وهذه حقيقته بالنسبة لك، وقال أن الإنسان معيار الخير والشر ببساطة ما ينفعك هو خير لك وما لا ينفعك هو شر لك (مصلحة شخصية).

انتقل الكاتب إلى الحديث عن سقراط المفكر الذي عاش فكره لآخر لحظة وتم علي يديه هدم السفسطائية بالطريقة التي سماها “التهكم والتوليد” استقاها من وظيفة أمه (كانت قابلة”مولِّدة”) يتحدث مع شخص ما ويستمع لأفكاره ثم يسأله أسئلة قصيرة مفندة لها وما يلبث إلى أن يقنعه ويهدم فكره، اتهم في آخر حياته بالهرطقة وورغم محاولة محبيه تهريبه إلا لأنه كان يؤمن بالقانون فأبي إلا أن يطبق علي نفسه العدالة رغم معرفته بأنه لم يفعل شئ.

وعن فلسفة سقراط الأخلاقية فقد اعتبر الإنسان كائن روحي في الأساس مكون من نفس وجسد جوهره عقله الذي هو هبة من الله عليه أن يستخدمها في السلوك والتفكير، واعتبر أن الفضيلة علم لا يُعلم، وترتبط بالسلوك، وأقر بالضمير وبأن الإنسان عليه استفتاء نفسه، الفضيلة فطرية عند سقراط علي عكس السفسطائية تماماً.

انتقل الكاتب بعدها للحديث عن أفلاطون واتخاذه المحاورة البناءة طلباً للحقيقة لتعليم الفلسفة، ثم تحدث عن فكرته المحورية (نظرية المثل idea) فقد اعتبر أفلاطون أن الإنسان مثلاً فكرة كلية تلخص صفات البشر في العالم وهذه الصفة ذاتها ليست في الواقع إنما هي في عالم المثل أو العالم المعقول الإلهي وهو عنده حقيقة كل شئ.

وعن الإنسان المثالي فأساس الأخلاقية عند الإنسان سعي النفس العاقلة إلي العودة إلي أصلها الإلهي فإذا كان هذا همها فلن يشغلها كثيراً مطالبها الشهوانية، وقوى النفس عنده ثلاث العاقلة – الغضبية – الشهوانية، وفضائلها ثلاث الحكمة والشجاعة والعفة وصلاح الإنسان بمعرفة ذلك جيداً وتطبيق العدالة علي نفسه.

من فكرته عن العدالة في الفرد انطلق لتحقيق العدالة في المجتمع، فالمجتمع الأمثل سياسياً يجب أن يكون مجتمع فاضل يتحلي أفراده بالفضيلة، وقد قسم المجتمع لثلاث طبقات طبقة الحكام ويجب أن تتحلى بالحكمة وطبقة الجند وفضيلتها الشجاعة وطبقة المنتجين وفضيلتها العفة ووضع ذلك أفلاطون أسس ومبادئ للتربية السلمية، ثم ذكر أنواع الحكومات الفاسدة.

انتقل بعد ذلك الكاتب للحديث عن شيخ الفلاسفة أرسطو ودوره الكبير في تأسيس علم المنطق الذي غير مسار البشرية ونظريته التي حاول التوفيق فيها بين مذهبي الفلسفة آنذاك (الماديون والمثاليون) وهي نظرية الوجود بالقوة والوجود بالفعل، الخشب مثلاً وجود بالقوة أما الكرسي فهو وجود بالفعل.

عند أرسطو الإنسان مكون من جانب عاقل وآخر غير عاقل، وتبدأ أخلاقيته عند سيطرة الجزء العاقل فيه علي غير العاقل وهو شهوته ، وعنده الفضيلة علم يُعلم قبل أن يُطبق علي عكس سقراط.

يتبع….

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى