الفرسان الحكماء
قال الفادي المخلص:
إنسان غرس كرماً وسلمه إلي كرامين وسافر زماناً طويلاً، وفي الوقت أرسل إلى الكرامين عبداً كي يعطوه من ثمر الكرم، فجلدوه وأرسلوه فارغاً، فعاد وأرسل آخر، فعملوا به ما فعلوه بالأول، وثالثاً فجرحوه وعذبوه، فقال صاحب الكرم: ماذا أفعل؟
أرسل ابني الحبيب لعلهـم إذا رأوه يهابون، فلما رأه الكرامون. تأمروا عـليـه فيما بينهم قائلين هذا هو الوارث، فهلموا نقتله كي يصير لنا الميراث، فأخرجوه خارج الكـرم وقتلوه، فماذا يفعل صاحب الـكـرم؟ أيأتي ويهلك هؤلاء الكرامين، ويعطي الكرم لآخرين؟
فلما سمع الشعب يسوع قالوا: حاشاه، فنظر إليهم الفادي المخلص وقال: إذاً ما هو المكتوب؟ الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار (الزاوية)، وكل من يسقط على هذا الحجر يترضرض، ومن سقط هو عليه سحقه.
إخواني الفرسان الحكماء؛
مع حقبة العشاء السري قي مقامكم المقدس، لا يسعنا سوى الاستشهاد بكلام المعلم الفادي قبل صعوده طريق الجلجلة حيث جلس مع إخوانه التلامذة الاثني عشر في العلية ليتعشى معهم الفصح، وأثناء ذلك قال لهم:
إخوتي إني أقول لكم: لست بأكمل منه بعد حتى يكتمل في ملكوت الله.
ثم تناول كأساً وشكر وقال: خذوا هذه واقتسموها بينكم لأني أقول لكم إني لا أشرب من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله. وأخـذ خـبـزاً وشـكـر وكسر وأعـطـاهـم قـائـلاً : هذا هـو جـسـدي الـذي يـبـذل عنكم. أصنعوا هذا لذكري وكذلك الكأس أيضاً، وبعد العشاء قال: هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم وابن الإنسان ماض ٍ كـما هـو محتوم.
وقال بعد ذلك: الكبير بينكم ليكن كالأصغر، والمتقدم كالخادم، أنتم الذين ثبتوا في تجارتي جاعل لكم ملكوتاً وستجلسون على مائدتي في ملكوتي وتدينون أسباط إسرائيل الاثني عشرة.
وبعد ذلك كانت صلاة على جبل الزيتون ، فسلم من قبل الخائن إلي الجلاد، محاكمة صـوريـة وظـلـم وجور وحـكـم بـالـصـلـيـب حتى الموت بعد إلباسه ثوب الارجوان.
ووضع الاكليل الشائك على رأسه، بعد جلده وضربه وشده بالحبال وإمعاناً الاستهزاء بـه عـلـق فـوق صـلـيـبـه عبارة INRI) ) أي يـسـوع الـنـاصـري وفي لغتنا لها تفسير آخر. وقال الشعب في مسار آلامه “عمانوئيل” الله معنا.
وفي الساعة السادسة كانت ظلمة على الأرض إلى الـساعـة التـاسعـة. وأظلمت الشمس وانشق حجاب الهيكل من وسطه، ونادى المعلم الفادي بصوت عظيم “يا أبتاه في يديك أستودع روحي”. بعد أن تمتم بصلاة على الصليب، قال إن كل شيء قد تم؟
هذا هو إعادة للتراث والقيم وموت الجسد والفداء والحب الإلهي، وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم وفي الأرض والسحاب.
إخواني الفرسان الحكماء…
علينا أن نكون على أتم الاستعداد لكل تضحية في سبيل الإنسانية والإخاء والحب، كـمـا عـلمنا المعلم المخلص صاحب مقام “العلية” لنستحق لقب “الفرسان الحكماء” المستعدين في كل حين للفداء والاقتداء بطائر البجع الذي يعطي دماءه لفراخه.
وعلى الفرسان أن يكونوا دائماً وأبدأ جاهزين ومستعدين في سبيل خير الإنسانية في عموم الأودية والأزمان، والله المبدع خالق الكون ومهندسه يحفظكم.