المجلس السامي

 

المجلس السامي في الشرق الأوسط

الشكر … كل الشكر للحرف المقدس الذي منحني شرف الكتابة في هذا المكان الموقر
مافتئ الوجود يمضي في صيرورته، وما انفكت الحياة تتفتَّح مفصحة عن جوهرها، ومازال الإنسان – لأن الإنسان هو البؤرة التي يجتمع فيها الوجود كله والحياة كلها – يتأنسن في الصيرورة الكلِّية التي لا بداية لها ولا نهاية ذلك أنه في الكل لا بداية ثمة ولا نهاية، بل الحقيقة وحدها؛ وفي الكل لا حركة ثمة ولا سكون، بل “فعل” الحقيقة وحدها.  فإذا ظهر لنا أن ثمة “حقائق”، فذلك ليس إلا في الظاهر وحسب. لكننا إذا سبرنا باطن الأشياء (تِيَّار دُهْشاردان) لم نجد إلا حقيقة واحدة، سرمدية، هي الكل في الكل، وهي ماهية كل وجود، وكل حياة، وكل فعل، وكل ما يتجلَّى في تنوُّع لانهائي ان معايير الفكر مهما تباينت تعتبر , أن انفلات الكلمة الحبيسة من قمقم المارد أمر حتمي بل و قدري.  ومن حتمية كهذه تشكل المحفل الفينيقي الأكبر و ليس بمصادفة ان يعلو هذا الوليد و يكبر في الفضاء الماسوني بفضل تنامي الإرادة في أذهان كهنة الفكر، وتداعي هراطقة قطاع طرق التقدم فيا كهان الحرف المقدس، المصلين القادمين الى محراب معبد الفكر ليؤدوا صلاة الشكر لمعاصرة الحدث  وليشهدوا طقوسا أخرى المعلمون كثر في المحافل و الطرق مختلفة، ولكن نلتقي جميعاً في فضاء ماسوني لامتناهِ.

 

فهل يطول زمني لكي أعبر ؟

 

ابواب هيكلكم، سيدي الكاهن، متينة، ورغم سهولة الدخول منها، إلا أنها صعبة عند الخروج، فيها إغراء للبقاء  حتى أخر نقطة، ريثما أعود إلى أول السطر مازلت أتأبط كتبي لمزيد من الأسطر  أقراء، أحفظ، ثم اكتب أما بوابات المحفل الفينيقي الأكبر فهي مضاءة بفكر فاعليها الهيكل فيه رهبة اشبه ما تكون برهبة خط الأفق عندما يتناهى عند حدود البحر المنظور، وفيه خشوع ركين، كطفل يضم ثدي أمه إستجداءً  لنقطة أخرى ليحيا هيكلكم كذلك رصين الإخراج، البخور فيه ليس بضبابي، فيه مهابة علمية و روحية. أيها المتعبون بعد بذل الجهد و المال وكل أنواع العطاء . أناشدكم أن لكم أن ترتاحوا، لا أن تستريحوا، فجيل يخلف جيلاً و الفكرة تلد أخرى و العزم يتجدد كل شيء يتبدل ماعدا حب الله و الوطن ومن ربيناه ليعبر بعدنا في محفل قدره محتوم بفعله.
للإتصال بنا

 

زر الذهاب إلى الأعلى