الماسونية الاتهامات الباطلة 1 -خدعة تاكسيل
الماسونية تعترف بوجود كائن أسمى خالق مبدع مهندس لهذا الكون والأعضاء الجدد مطالبون بأنهم يجب ان يحملوا مثل هذا الاعتقاد عدا ذلك ليس للماسونية متطلبات دينية كما أنها لا تعلّم معتقدات دينية محددة .
و في الواقع لا يمكن مناقشة السياسة أو الدين داخل المحفل الماسوني فالماسونية ليست حركة دينية أساساً وقد قام العديد من الكتاب المناهضين للماسونية بتقديم مجموعة متنوعة من الادعاءات والافترائات على مر السنين فيما يتعلق بالمعتقدات الدينية المفترضة التي يتم تدريسها داخل الماسونية بهدف التشهير بهذه الأخوية ومن أشهرهم ليو تاكسيل
تاكسيل واشاعاته وخدعته المشهورة واسبابها :
تنبع الكثير من الشائعات المحيطة بالماسونية من الصحفي ليو تاكسيل مواليد 21 مارس 1854 في مارسيليا توفي فى 31 مارس 1907
الذي كان كاتبًا وصحفيًا فرنسيًا معروفًا بآرائه القوية المناهضة للكاثوليكية والإكليروسية وهو معروف أيضًا بخدعته الخدعة التاكسيلية
و الذي روّج لشائعاته في أواخر القرن التاسع عشر التي لاتزيد عن كونها استهزاء بكل من الماسونية و الكنيسة الكاثوليكية على حد سواء حيث أنه أمضى حياته في الهجوم على الكنيسة كونه ملحدا معروفا
كتب تاكسيل مدعيا أن الماسونية تشجع على عبادة الشيطان وكثيرا ما تدعي كتاباته أن الماسونيون يكرمون الشيطان بوصفه إله الخير بينما يدينون الإله المسيحي كإله للشر والسبب الرئيسي لتلك الافتراءات هو بروز المحافل الماسونية كنوادٍ اجتماعية للبرجوازيين والذين كانوا قد أصبحوا من القوة بحيث يطالبون بحقوقهم في الموارد الاجتماعية والثروة والسلطة في أوروبا ولذلك نمت بينهم الاتجاهات المناهضة لسلطة تحالف الكنيسة والملكية الأوتوقراطية فأصبحت المحافل الماسونية مقرات للحركة الثورية وهو ما دفع سلطات الممالك المستبدة إلى النظر إليهم بعين الريبة والشك
فراحت هذه القوى تروج إلى أن الحركة الماسونية في حقيقتها ما هي إلا منظمة سرية تهدف إلى نشر عبادة الشيطان وذلك من خلال تدمير الكنيسة والممالك ورُوجَ إلى أن بريطانيا والولايات المتحدة قد وقعتا تحت نفوذ الماسونية بدليل وجود عدد من أعضاء المحافل الماسونية بين أكابر زعماء هذين البلدين
تقدم خدعة تاكسيل دليلًا واضحًا وصريحًا على حملة الدعاية السوداء التي خلقت نظرية المؤامرة الماسونية ففي مطلع 1885 أعلن تاكسيل عن توبته من الالحاد وأنه سوف يُسخّر قلمه على فضح مؤامرة الماسونيين الشيطانية وغيرهم من الجماعات المتمردة على سلطة الدولة والكنيسة وبدأ تاكسيل حملته بكتاب بعنوان تاريخ الماسونية في اربع مجلدات أطلق فيه تاكسيل العنان لخياله فجعل من الماسونية عبادة شيطانية تهدف للتمهيد لحكم المسيخ الدجال تشتمل على طقوس سحرية مروعة مثل التضحية بالأطفال وشرب الدم واغتصاب الصبايا وتدنيس القربان الكنسي كما قام برسم تاريخ موازي للتاريخ الأوروبي في القرن الثامن عشر والتاسع عشر يجعل من الماسونية المحرك الخفي لجميع أحداثه مثل الثورة الفرنسية والحرب الأهلية الأمريكية لحق تاكسيل هذا الكتاب بعدد من الكتب التي تابع نشرها على مدار إثني عشر عامًا دارت كلها حول الجمعيات السرية من عبدة الشيطان والتي كان على رأسها دائمًا الماسونية
وفي إبريل 1897 دُعيَ تاكسيل إلى مؤتمر صحفي قام فيه بإلاعتراف العلني أنه قام بكتابة جميع ما كتبه منذ توبته المزعومة بدافع المال الذي دفعه له تحالف السلطة الملكية الدينية وأن هناك مجموعة من الرهبان قاموا بكتابة هذه الكتب نيابة عنه ووضعوه في الواجهة باعتباره ملحد تائب لتنال المصداقية وأعلن تاكسيل عن أسماء مشغليه من وقائدهم وفي اليوم التالي كان جميع الذين ذكر أسمائهم قد غادروا فرنسا إلى روما ما عدا كبيرهم الذي أختفى ولم يعرف مصيره إلى اليوم
على الرغم من تلك الفضيحة المجلجلة والتي تبعتها عدة فضائح أخرى يطول عن ذكرها إلا أن هذه الكتابات المختلقة قد حققت نجاحا واسعا بين معارضي الماسونية وترجمت إلى مختلف اللغات واعتُبرت مرجعا علميا موضوعيا لكثير من الكتب التي تناولت موضوع الماسونية وفي العربية وصلنا من هذا الغثاء كتب مثل حكومة العالم السرية تأليف الروسي شيريب سبيريدوفيتش والذي كان عميلًا سابقا للحكومة القيصرية وكتاب أحجار على قطعة الشطرنج الذي ألّفه الكندي وليام جاي كاي الذي عرف عنه تعصبه للجنس الأبيض ويتم تداول هذه الكتب بين أيدي الناس دون أي دراسة موضوعية لمحتواها و للأسف ينظر إلى ما تقدمه من نظرية مؤامرة كحقيقة مسلم بها .
القلم الحديدي 2020/9/20