الماسونية الاتهامات الباطلة 3 – أصل و معنى الرقم 666
أولاً : تاريخياً
بدايةً لابد أن نذكر تاريخ بدء حكاية الرقم 666 و الخوف منه أو ما يعرف بال
Hexakosioihexekontahexaphobia وينطق هيكساكوسيويهيكسيكونتاهيكسافوبيا
لا أنصح أحدا بمحاولة قرائته فلفظه صعب جدا ،
حقيقةً هو نوع من الرهاب والخوف انتشر في الأزمنة المبكرة للمسيحية حيث كان بعض المسيحيين الأوائل يخاف من هذا الرقم الذي يوصف بأنه رقم الوحش بسبب الاعتقاد الى أنه يشير الى الشيطان أو المسيح الدجال كما ذُكر أول مرة تحديداً في رؤيا يوحنا الإصحاح الثالث عشر الأعداد من 16 إلى 18 عندما يتكلم عن الوحش والذي فسّره المفسّرون على أنه يتحدث عن المستقبل خاصة الأيام الأخيرة ويوم القيامة والدينونة ونهاية العالم حيث يتحدث الكاتب قائلاً أنه يرى وحشاً خارجاً من الأرض يقوم بعمل معجزات عظيمة يضلل بها البشر عن عبادة الله الواحد ويدعوهم للسجود لوحش آخر خرج من البحر ويضع على اياديهم سمة الوحش والذي يرفض يُقتل ويقول في نهاية هذه الصورة من له فهم فليحسب عدد الوحش فإنها عدد انسان وعدده ستمائة وستة وستون
وقد توجد أيضا حالات محدودة لهذا الخوف و الرهاب في عصرنا الحديث أو حتى في أوساط غير المسيحيين فقد انتشر هذا الرهاب مع انتشار الأفلام الواسع والسينما وكافة وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي حيث لعب الإعلام الموجه دورا كبيرا في الترويج له
ثانياً : رأي علماء التاريخ 666 أم 616 ؟
يقول علماء الدراسات الدينية والتاريخية مثل الدكتور آلن إتكن عميد كلية الدراسات الدينية في جامعة ماكجيل بمونتريال كندا إن ذلك المقطع أو الرقم ماهو إلا طريقة سرية للكلام عن شخصيات من ذلك العصر بسبب خطر الانتقاد السياسي علنا
ويوافقه الكثير من العلماء على أن الرقم 666 إشارة للإمبراطور نيرون والذي قيمة اسمه إذا كتب بالأرامية تعطي 666 حسب طريقة الحساب العبرية جماتريا أي باختصار طريقة للتكلم ضد الإمبراطور نيرون بدون معرفة السلطات الرومانية
نحصل عند كتابة اسم نيرون بالأحرف السامية على
N R W N Q S R
50 200 6 50 100 60 200 = 666
ذكرت الأخبار في مايو 2005 أن علماء في جامعة أكسفورد وباستخدام تقنيات تصوير متطورة استطاعوا قراءة أقسام من أقدم مخطوط لكتاب رؤيا يوحنا وهي البردية 115التي اكتشفت في أوكسيرينخوس تعود القطعة لمنتصف القرن الثالث وفيها رقم الوحش 616 χ ι ϲ باستعمال ι بدل ξ كما في معظم المخطوطات المكتشفة ومن الشواهد المبكرة على هذه القراءة أيضاً مخطوطة أفرامي رسكريبتوس حيث كتب الرقم بالكلمات ستمائة وستة عشر وهذا ما دفع بعض العلماء لاستنتاج أن الرقم 616 كان القراءة الأصلية وأن 666 خطأ نسخ
ويعتقد كذلك ديفيد باركر أستاذ النقد النصي للعهد الجديد الباليوغرافيا في جامعة بيرمنغهام أن الرقم 616 هو الرقم الأصلي رغم أن الرقم 666 أسهل للتذكر وقال إن العلماء تناقشوا كثيرا حول الموضوع لكن يبدو الآن أن 616 هو الرقم الأصلي للوحش فهو على الأرجح يسبق بمائة سنة تقريبا النسخ الأخرى
وبالطبع فسر المسيحيون الذين كانوا معاصرين للكاتب بأنه يقصد الامبراطور الروماني نيرون الذي كان يضطهد الكنيسة بوحشية والكاتب لا يقدر أن يكتب اسمه مباشرة لئلا يلقيه للوحوش في حلبة المصارعة لتسلية الجماهير أو يصلبه ويشعل النار فيه لإضاءة روما حيث كان يوحنا كاتب الرسالة قد بلغ التسعين وكان منفياً بأمر الامبراطور الى جزيرة بطمس وكان من الحكمة ان يكتب بطريقة رمزية ، وقد اعتبر كثيرون أن هذا التفسير تفسير مقبول ولا يحتاج حتى لترجمة الأرقام لفهمه
ثالثاً : اسقاطات حديثة
لكن من غير المقبول أن يتداول البشر مثل هذه الكتابات منزوعة من سياقها التاريخي ويعكسونها على أحداث حاضرة ومستقبلية فمثلاً في عام 1666 باع الأوروبيون خاصة في إنجلترا وهولندا وبلجيكا بيوتهم وكل ممتلكاتهم وأخرجوا أولادهم من المدارس وتركوا أعمالهم ليلة رأس سنة 1666 وسجدوا على الجليد في درجة برودة منخفضة انتظاراً ليوم القيامة ونهاية العالم وبالطبع خسروا كل شيء بسبب تفسير خرافي .
وعندما قامت ثورة الإصلاح الديني في أوروبا في القرن الخامس عشر اطلق بعض المصلحين على بابا روما حينئذ الذي وقف ضد الإصلاح وحرم بعضهم واحرق البعض الاخر بأنه الوحش الخارج من الأرض وحاولوا توليف اسمه على الرقم 666 وفي العصر الحديث كان ادولف هتلر وموسليني وتروتسكي من الشخصيات المستهدفة لتوليف اسمائها على الرقم الشرير فالأساليب التي يستخدمها البعض لجعل إسم شخص يصل إلى الرقم 666 عجيبة وفي الواقع يمكن أن يصل حساب أي إسم إلى 666 بإستخدام الألاعيب الحسابية وحالياً في أيامنا هذه تم إيصال إسم فيروس كورونا الى هذا الرقم وبيل غيتس مع أسماء الكثير من الزعماء العرب الحاليين والسابقين .
رابعاً : اتهامات للماسونية جاهزة
كان من الطبيعي اتهام الماسونية بأنها تقدس هذا الرقم باعتبارها متهمة أصلا بعبادة الشيطان او بافوميت – تم الرد على هذا الاتهام في مقال سابق –
لكن ماحقيقة اتهام الماسونية بتقديس هذا الرقم فعلا ؟ وما هو سر اهتمامها به خصوصا اذا علمنا انه ليس لهذا الرقم أي خصائص رياضية مهمة وملحوظة
ذرّة الكربون 6,6,6 رمز الحياة
يتواجد الكربون في كل أشكال الحياة و العضوية الحية وهو أساس الكيمياء العضوية كما أن هذا اللا فلز له قدرة فريدة على الاتحاد مع نفسه ومع عدد كبير من العناصر الأخرى لإنتاج ما يقرب من 10 مليون مركب مهم ومعروف ، الكربون موجود بكل شيئ حولنا تقريباً من اللحم للخشب للورق للسيارات للمحروقات فهو أساس حياتنا حيث يتواجد في 98% بكل مايحيط بنا بحيث سيكون من المستحيل أن تتواجد الحياة على الأرض بدون الكربون فهو المكون الأساسي للسكريات والبروتينات والحموض الأمينية والدسم والحمض النووي RNA وDNA والنسج والعضلات وفي كل شيءٍ من أساس خليتنا وحياتنا و أجسامنا ،
وحتى عند البحث عن حياة أخرى مفترضة خارج هذا الكوكب يتم البحث أول مايتم عن تواجد ذرة الكربون أساس أي حياة خلوية بدائية أو معقدة فبوجودها توجد الحياة حتى لو غاب الأوكسجين والماء ،
وإذا نظرنا الى تركيب ذرة الكربون هذه نجدها مؤلفة من 6 الكترونات تدور حول نواة فيها 6 بروتونات و 6 نيترونات ، فهذه الذرة الغير مرئية والتي تشكل أساس الحياة البشرية وأساس حياة كل عضوية على هذا الكوكب وذلك من خلال خصائصها المميزة و الفريدة 6 الكترون 6 بروتون 6 نيوترون
أي 666 هو رمز لهذه الذرة ورمز لهذه الحياة ورمز للتجدد الدائم فيها ورمز الحركة الدائمة و رمز للإنسان وجسد هذا الإنسان المقدس في العالم وفي كل الشرائع ورمز لاهتمام الماسونية ببناء هذا الجسد مادياً و رعايته فكريا و روحياً وليس رمزاً للشر والموت والدجل .
يمكن القول خلاصةً إن رقم 666 كان له أساس ديني ومن ثم تم استخدامه لاحقاً من قبل بعض الطوائف التي اعتقدت بالشيطان أو ما يُعرف بعبدة الشيطان بشكل خاطئ كما ساهمت وبقوة الأفلام السينمائية بترويج أسطورته بشكل كبير والضحية جاهزة والتهمة الدائمة وإلصاقها بالماسونية جاهزة بدون أي تدقيق ولا تحقق .
القلم الحديدي 20 / 10 / 2020