حضارات قديمة و الماسونية

المجوس الثلاثة

إن الأحداث التاريخية التي مثلت أدوارها على مسرح الحياة، والتي عاش فيها الأقدمون، واقع لا شك فيه، تناقلته الأجيال جيلاً بعد جيل، وروته الألسن مع بعض التحريف حتى وصل إلينا شبه أساطير، لا يمكننا الأخذ بها والاعتقاد بصحتها.

وما لبث علماء التاريخ أن استعانوا بالاكتشافات الحديثة ليبددوا الشبهات عن الحقيقة، ففكوا رموز الروايات، واستخلصوا الواقع من الخيـال، وجر دوا الأصول من الشوائب، فجاءت تصفع المغرضين الذين تعمدوا التحوير والتحريف والتشويه لغاية في نفس يعقوب.

قصة المجوس الثلاثة يرقى تاريخها إلى حوالي ألف سنة بعد حيرام أبي، وقد تكون هي نفسها قصة المجوس الثلاثة، الملوك المشرقيين، الذين أرشدهم النجم المخمس، إلى حيث ولد يسوع، فجاؤوا يحملون الهدايا من أقاصي الأرض ليسجدوا له ويعبدوه.

النجم الهادي كان نجم بيتاغور، لا نجمة داود المسدسة الأطراف.

 والملوك!..

أي ملوك هم هؤلاء الذين اختارهم الرب من بين ملوك الشرق؟ ولمَ أختار منهم ثلاثة، لا أقل ولا أكثر؟ أهي صدفة، أم هو رمز الثالوث الكنعاني؟

جاء في الأساطير أن الثلاثة لما وصلوا إلى أورشليم، غامروا في النزول إلى البئر، الموجود في قعر الهيكل، حيث رمى حيرام قلادته السحرية التي كان يحملها على صدره، وتاهوا فيها بحثاً فيها عن الأسرار.

نزلوا البئر، فإذا أمام باب مرصود، سمر باثنتين وعشرين نقطة (1)، على شكل دائرة، فتح على مصراعيه بلفظة (ملكوت)، أطلقها أحد المجوس، فدخلوا ردهة الأسرار يغمرها فيض من نور، مصدره حجر اليشب الذي كان يحمله المعلم، وقد كتب عليه: (- ميكا موكا بن الوهيم ادوناي) (2). وفي الوجه الثاني حرف اسم الله: إيل (3).

فخروا ساجدين واستوى عليهم خوف عظيم!

فهل حمل المجوس أسرار البئر هدية إلى المسيح؟

  1. رمز أمير لبنان
  2. وهنا تدخل اليهودية طرفا في الأسطورة لتقول بأن الوجه الثاني محجر كان يحمل اسم: (Yod He Ve Hé) وهي محاولة تهويد وتشويه لأسطورة المجوس. راجـع:.Serbanesco
  3. كان الأسينيون، ومنهم يوحنا المعمدان، يلبسون قلادات كتب عليها اسم الله الحقيقي: آيل، راجع: مخطوطات البحر الميت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى