حوار مع روح
هل أنت متأكد، أنك تريد التجسد على الأرض؟
نعم لقد اتخذت القرار.
هل أنت على علم بالتحديات التي ستواجهها؟
أنا لم أتجسد من قبل على هذا الكوكب، لذلك أنا لا أعرف ما معنى الخوف، الألم، الوحدة، الحزن أو ما هو “الموت” … لا أستطيع استيعاب فكرة التوقف عن الوجود أن كنا أزليين، هذا امر مستحيل. لكن مهما كان الأمر، أود النزول وتجربة ذلك.
لكن هل تعلم أنك هناك ستكون مقيداً بالجسم المادي، وستنسى كل شيء؟ ستتساءل عما تفعله بذلك المكان، ولما أتيت للحياة؟ سيكون من الصعب عليك إدراك حقيقتك والتحرر من قيود البعد الثلاثي. ستقع بفخ الازدواجية وتغرق بمغريات الدنيوية، ستنسى نهائياً أصلك وأنك تخوض تجربة البعد المادي.
أنا مع ذلك اقبل التحدي …
إذا كانت هذه هي إرادتك، فلا يسعني إلا أن أتمنى لك رحلة سعيدة عبر العالم ثلاثي الأبعاد وعلى الرغم من كل شيء سنكون معك، ولن نتخلى عنك. سنراقب خطواتك برحلتك الدنيوية وسنقوم بتوجيهك وإرشادك، لكن لن تتمكن من سماع أصواتنا وإدراك إشاراتنا إلا عبر قلبك، فقط أن بقي قلبك نقياً، محباً على ذبذبات الروح، وحاول الحفاظ عليه من ملوثات عالم الازدواجية، وهي مهمة صعبة ليست بالسهلة على الإطلاق.
وما هي أفضل طريقة لابقى محباً وقلبي نظيف؟
أن تصغي دائماً إليه، إلى قلبك وحدسك. إلى صوتك الداخلي. تخلى عن فكرة، أن الأمور على الأرض ليست كما كنت تريد. تقبل ما يأتيك وتقبلك كما أنت. تقبل الآخرين وتعلم احترام المعلم بداخلهم والدرس الذي عليك تعلمه منهم. فالآخر سيكون معلمك وأنت للآخر ستكون معلم. كلكم من منبع واحد، قطع هندسية تكمل بعضها البعض.
ستشعر بالسلام والمحبة عندما تكون محباً لكل ما يأتيك، وللآخر. هذا القبول سيجعلك تلقائياً متصلاً بالمنبع، على “اتصال” معنا.
حسنا، سأضع ذلك في عين الاعتبار.
لا يا صديقي… سوف تنسى… نسيان كل شيء هي اول القواعد للدخول الى اللعبة الدنيوية. يجب عليك أن تخوض رحلة التذكر “الصحوة” واسترجاع الوعي خلال سفرك بجسدك المادي بالعالم السفلي. يجب أن تنمي وعيك وتحاول أن تفيق من سبات الدنيا لتتمكن من الصعود مجدداً. هناك بالاسفل، بالجحيم، ستتعرف على كل انواع الشياطين، ستكون واحداً منهم أنت ايضاً …
ستعيش بوعي الجسد الحيواني الغرائزي الجشع، الذي لا يقنع ابداً، الطماع، الغيور… سيجعلك تعيش الكثير من الصراعات، ستحارب، ستعيش الخوف، الكراهية والحقد. ستحزن وتتالم بسبب الأحكام، المعتقدات المختلفة والأفكار و ما أدراك ما الأفكار؟!! والمشاعر والتعلقات المختلفة.
نسيانك سيجعلك حبيساً بالأسفل. سيجعلك تتقمص عدة مرات للعودة إلى أصلك، ستجرب الحياة والموت ما يكفي ليجعلك تتذكر وتستيقظ من غفوتك حتى تستعيد نورك.
ما هذا؟
“إنها بطن أمك الدنيوية”
وهذا الجنين الصغير ذو الأطراف التي يمكنك رؤيتها من الداخل هو الجسم المادي الذي ستجسد فيه
رحلة سعيدة أيتها الروح النجمية