مقالات متنوعة

شمسو حور

أتباع حورس

یطلق ھذا الاسم  على جیل من أجدادنا، كان یعیش في فجر الزمان وقد ارتبطوا بالعلم والمعرفة. جاء ذكر الـ “شمسو حور” في بردیة تورین، دونت ھذه البردیة في عصر الملك رمسیس الثاني (حوالي ١٢٠٠ سنة قبل المیلاد) وترجع تاریخ مصر إلى بدء الخلیقة.

بدأت الحیاة على أرض مصر بعصر ذھبي كانت الأرض فیه قریبة من السماء، في ذلك العصر كانت الـ “نترو” (القوى الإلھیة) ھي التي تحكم الأرض، أي أن عالمنا الأرضي كان قریباً من العالم السماوي، وإستمر حكم الـ “نترو” لمدة ٢٣ ألف سنة.

وبعد إنتھاء عصر الـ “نترو” بدأ عصر الـ “شمسو حور” (أتباع حورس) وھو أیضاً عصر ذھبي كانت الأرض فیه أشبه بالفردوس واستمر حكم الـ “شمسو حور” لمدة ١٣ ألف سنة.

یقول الكاتب الفرنسي Lubicz de Schwaller  إن ترجمة كلمة “شمسو حور” بمعنى “الذین عرفوا أسرار حورس” أو “العارفین بأسرار حورس” (أي العارفین بأسرار تجدد طاقة الكون).

حورس صورة رع عندما یكمل رحلته في الدورات (أعماق السماء) و یولد من جدید في الأفق الشرقي. ورحلة رع في الدورات ھي الرحلة الباطنیة التي یكمن فیھا سر تجدد طاقة الكون. تطلق كلمة “شمسو حور” أيضاً على النجوم التي تتبع حورس في طوافه الكوني حین ینزل لأعماق الدوات (أعماق السماء) ثم یعود و یولد من جدید في الأفق الشرقي وبذلك یجدد طاقته وطاقة الكون.

ومن ھذا المصطلح الكوني استوحى المصریون القدماء اسم الـ “شمسو حور” وھم جیل من البشر كان یعیش على أرض مصر في فجر الزمان. كان ھذا الجیل یمتلك معارف كونیة تتعلق بمنظومة النور الشموس والنجوم التي یكمن فیھا سر تجدد طاقة الكون.

حرص المصریون القدماء على ربط تاریخ مصر في عصر الأسرات بذلك العصر الذھبي والتأكید على أن المعارف الكونیة التي امتلكھا المصریون في عصر الأسرات ھي امتداد للمعارف الكونیة التي اطلع علیھا الإنسان الأول أو الأجیال الأولى من البشر فھم المثل الأعلى في العلم.

ومن الرائع أن نجد آيات المصحف تتفق مع ما سبق عن الخلق الأول، {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}،{أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ}،{وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا}

{هَلْ أَتَى عَلَى الإنسان حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً}،{خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ} وكلمة  عَلَقٍ  تعني في لغة أجدادنا  العقل والفهم والإدراك، ونفس المعنى من خلال تقطيع الكلمة وعي وإلمام وقوة أو وقاية.

{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ}،{وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}

ومن نصوص بردیة “شیستر بیتي 4″ محفوظة حالیاً بالمتحف البریطاني. یقول المعلم ناصحاً تلمیذه الذي یتعلم الكتابة: استمع إلى نصیحتي وكن ماھراً في الكتابة، سر على خطى أولئك الكتبة العارفین الذین عاشوا في الزمن القدیم ؛ زمن الـ “شمسو حور“.

لقد امتلكوا القدرة على رؤیة المستقبل وخلدوا أسماءھم بعد أن ذھبت أجسادھم وانتھت حیاتھم على الأرض . كانت المعابد في مصر القدیمة تستمد قدسیتھا من قدمھا ومن ارتباطھا بالأجداد فھم ھمزة الوصل أو الجسر الذي یربط عالمنا المادي بالعالم الإلھي (العالم السببي) .

لا یوجد معبد فى عصر الأسرات ٌشیّد على أرض جدیدة، كل معابد عصر الأسرات شیدت في مواضع كانت معروفة في عصر الـ “شمسو حور” الذین أدركوا بذكاء القلب أن الـ “نترو” (القدرات الإلھیة) تتجلى في تلك المواضع بشكل أوضح من أي مكان آخر.

(ولذلك يأتي وفود من الجماعات الروحانية من كل أنحاء العالم لزيارة معابد مصر والقيام بطقوس توارثوها عن أجدادنا، وللإستشفاء الأثيري) ظل الأمر ھكذا طوال عصور الحضارة المصریة القدیمة. والإستثناء الوحید من ھذه القاعدة ھو معابد مدینة “آخت آتون” (تل العمارنة).

عند قیام إخناتون بتشیید مدینته المقدسة، حرص على اختیار مكان جدید لیس له علاقة بالأجداد

مخالفاً بذلك التقالید المصریة، فقطع الصلة بأجداده لذلك كان إخناتون مهرطقاً وتحارب بشدة من كهنة أمون.

ولفت إنتباهي هذه الأية {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ * أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ}اذا قطعت تواصلك باجدادك ستكون من الخاسرين من ليس له ماضي مشرق فليس له حاضر جينات وملامح أجدادنا داخلنا مازلنا نحيا بعلومهم وأفكارهم ولا ينكر فضلهم الا جاهل  أو حقود.

باختصار أقول لكم ان السابقون هم الأولون

سلام ومحبة

Freeman

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى