معنى كلمة ‘نتر’ في التاريخ المصري القديم
:Prepared by
علامة هيروغليفية صغيرة جداً جداً، لكن نتج عنها لبس ضخم جداً جداً، العلامة الهيروغليفية الثلاثية (نتر) والتى يتم رسمها على شكل علم، قام رائد علم المصريات البريطانى فلندرز بترى فى بداية القرن 20 م بترجمة علامة (نتر) وكتب بجوارها (ربما يكون معناها إله) ولم يجزم القول طبعاً.
ولكن من بعده ترجمت على أن معناها كلمة إله ونقلت بالخطأ على لسانه. أي أن الأجانب أي غير المصريين قرروا متابعه ترجمتها إلى إله بمعنى الإله الخالق، للأسف الشديد تم إلصاق تهمة الوثنية بالحضارة المصرية القديمة نتيجة لترجمة خاطئة لعالم مصريات أجنبى، وهي من أكثر المفاهيم المغلوطة عن حضارة مصر القديمة، والتى باعدت كثيراً بين المصريين وبين ثقافة أجدادهم القدماء.
وهى فكرة الاعتقاد بتعدد الألهه، أو مايطلق عليه (آلهة قدماء المصريين)، هما ليسوا آلهة، ولا يجوز أن نطلق عليهم كلمة آلهة، فالألوهية لله وحده، وهذا المعنى المغلوط لترجمة كلمة نتر شوه الحقائق باللبس ونشر الفهم الخاطىء لمعتقدات قدماء المصريين ووصمهم بالوثنية، ونسب صفة الألوهية لشخصيات وملوك حكمو مصر قديماً، فحجب أبناء وادى النيل المعروفين بإيمانهم الشديد عن ثقافة وعلم أجدادهم وغالباً حدث هذا عن عمد لأسباب عده يعرفها الكثيرين.
معنى كلمة “نتر”
كلمة نتر كلمة مصرية من اللغة المصرية القديمة، والتي يعرفها الغالبية باسم اللغة الهيروغليفية إلا أن الهيروغليفية هي إحدى أبجديات وخطوط اللغة المصرية القديمة اللغة المصرية في الحقيقه تسمى إما جبتية أو كمتية.
كلمه نتر تحمل معان كثيرة منها:
إله، إلهي، مقدس، المعبود، من رموز الطبيعة، قوة الطبيعة، قوى الإله، قوة وعدالة الإله متمثلة في شخص ما. وغيرها من المعاني كلمة (نتر) لا تعنى إله و جمعها (نترو) لا تعنى ألهة ومؤنثها (نترت) لا تعنى آلهات. المعني الحقيقي لـ نترو، هى قدرات كونية، وصفات لإله التوحيد الواحد الأحد.
وإذا نظرنا لكلمة إله في اللغة العربية سنجد أن معناها لا يقصد به الإله الخالق فقط، وإنما كل ما هو محبب وقريب من الله الواحد، فالكلمة مشتقة من الفعل أله والاسم منه وله، ومنه إله أي المحبوب.
وعليه فترجمة كلمة “نتر” إلى إله لا يقصد بها أبدا الإله الخالق، وهذا ما يسعى إلى إيضاحه معظم دارسي التاريخ المصري والباحثين والمهتمين بتاريخ وديانة مصر القديمة.
النترو – وهي جمع نتر ….
ما هي إلا شخصيات إما لأشخاص عاشوا حقا في العصور السحيقة، ومنهم أول من عاشوا في كمت (مصر) أو شخصيات أعتقد البشر انها شخصيات أسطوريه تحمل معنى رمزي لقوى الإله الخالق في الأرض، أو بمعنى أوضح هي رمز ليد الإله في الأرض، ومنها عندما يتم تقديس الملك المصري (لقبه الحقيقي بالمناسبه نسو وليس فرعون)، يتم تقديسه باعتباره يد الله في الأرض، وهو من يحكم بعدل الإله في أرضه، وكذلك فالنتر أمن بكسر الميم (المعروف ك أمون) معناه أمين والله هو الأمين، كما أن سيدنا جبريل عليه السلام معروف بالروح الأمين، وبعض المتخصصين يربط بين النترو وبين أسماء الله الحسنى، فنجد ان “ماعت” وهي العدالة تمثل الله العدل أو بالأحرى عدالة الله أي اسم الله العدل، والنترة “سخمت” المسؤلة عن القوة تمثل قوة الله أي تمثل اسم الله القوي، وكل نتر يعبر عن معنى من معانى الطبيعة الربانيه التي وضعها الله الواحد علي الارض، ولذلك جاءت منها الكلمة اللاتينية nature بمعنى طبيعة وهو ما يؤكد معنى الكلمة المصرية نتر(Ntr)، فمن أسماء الله عز وجل الحسني أسم (الكريم ــ الرحيم ــ الغني)، ونحن نطلق علي الانسان الذي انعم الله عليه بنعمه العطاء بالانسان الكريم، ونطلق علي من وضع الله في قلبه نعمه الرفق بالضعيف بالرحيم، وعلي من رزقه الله بمال كثير بالغني، فكلها صفات ربانيه وهبها الله لعباده ووضعها في قلوب عباده كصفات ربانيه، فلا يعني هذا ان هذا الشخص الكريم او الشخص الغني او الرحيم أنهم ألهه تعبد مثل الخالق عز وجل و نستغفر الله، بل هي صفات وملكات ونعم ربانيه طبيعيه مهداه من الخالق لبعض من مخلوقاته.
كذلك كان يطلق علي الملوك قديماً اسماء لصفات وقدرات ربانية وهبها الله لهم رحمه وكرم منه تميزهم عن باقي الملوك، والكلمة ايضا تعطي معنى الطهارة والنقاء. ففي مصر يوجد وادي النطرون وهو وادي ملئ بالملح؛ والملح هو رمز الطهارة والنقاء، وقد استخدمه قدماء المصريون لطرد الشرور والطاقة السلبية، وحديثا أثبت مدي فعاليته في طرد الطاقات السلبيه فعلا في أي مكان يوضع فيه.
وقد ترجم الأجانب كلمة “نتر” لإله عن عمد وقالوا أن هناك تعدد ألهة لدى المصريين القدماء لخدمه أغراض تخصهم. رغم وجود أنبياء ورسل مصريين كانت دعواهم خارج مصر لشعوب أخرى. فإذا اعتبرنا المصريين وثنيين، أما كان أولى بأولئك الرسل أن يدعوا المصريون لعبادة الله ؟!!
حتى الأنبياء غير المصرييين الذين عاشوا في مصر أو قاموا بزيارتها، فلم تكن دعواهم لأهل مصر، فسيدنا يوسف عليه السلام لم يدعوا ملك مصر للإيمان بالله، بينما سيدنا موسى فقد بعث بدعواه ورسالته لقومه الهكسوس وهم قبائل بدوية من أسيا؛ تنتمي إليهم قبائل بني إسرائيل ومنهم فرعون الذي احتل دلتا مصر وادعى أنه رب العالمين فأرسل إليه الله موسى وهارون عليهما السلام.
عبر قدماء المصريين عن النتر برمز العلم، لأن العلم يعبر عن شئ معنوى خارج المحسوس
و أكبر من الشئ المادى، فالنتر هو القوة الخفية من وراء الأشياء.
آمون …. الخفاء
رع …. الظهور
بتاح …. الإبداع
جحوتى …. الحكمة
حتحور …المحبة
سخمت …القوة
و هكذا …
أما الإله الخالق الحقيقي فقد أطلقوا عليه (وع وعو) أي الواحد الأحد، وهناك أيضا فرق بين كلمة رب و كلمه اله، رب باللغه تعني سيد أو ملك أو قائد أو مسؤل، لذلك أحيانا نقول رب العشيره أي ملك العشيرة، وقائد او سيد عشيرته، أو عندما نقول رب الأسره أو ربه الاسره عندما نتحدث عن الأب أو الأم فهم المسؤلين عن اسراتهم وهم من يقودون اسرتهم.
أما كلمه اله فلا تتلق غير على الله الواحد الأحد الفرد الصمد رب الأرباب كلهم و خالق الكون كله وحده لا شريك له في ملكه وحكمه ولا إله غير الله ، وكل صفه تتصل بالله الواحد.
وكما ذكر في بعض معاجم اللغة:
رب الأرباب فمعناه: رب المخلوقات فإن الدار لها رب
والأرض لها رب والنخل له رب
والأنعام لها رب يعني: مالك… وهكذا.
يسمى: رب الدار، رب الأنعام، رب الأرض
يعني: صاحبها، فهو رب هذه الأرباب
يعني: رب هذه المخلوقات التي لها أتباع
صاحب الغنم يقال: رب الغنم، وصاحب الدار يقال: رب الدار، وصاحب الإبل يقال: رب الإبل، فالمعنى: أن الله هو رب الجميع وإن سموا أرباباً، لكنهم مملوكون له سبحانه وهم عبيده
فهو رب الأرباب يعني: رب المخلوقات جميعاً، مربوبها ورابها، عبيدها وأحرارها، جمادها وعاقلها إلى غير ذلك.
ولا تجد كلمه اله الالهه لانه لا أله اخر غير الله. فلو قلنا مثلا الرب أمون فمعناه هنا الملك أو القائد أو السيد أو المسؤول، لكن لا يطلق عليه ال اله أمون فهو ليس خالق الكون هو مجرد مخلوق مثل باقي المخلوقات لكنه فقط برتبه ملك أو قائد، لذلك يطلق عليه أحيانا كلمه رب أي أنه ملك أو قائد أو المسؤول.