المعابد في الحضارات القديمة [أنواع ، أشكال]
المعبد مكان يَتعبّد فيه الشخص أو الجماعة حيث يبدأ من المكان المفتوح الى إدخال بعض التعديلات الخفيفة عليه مع بعض المرفقات انتهاءً بالأبنية شديدة التعقيد ويُطلق على المعبد في اللغات القديمة إسم بيت الإله وقد كان المعبد القديم كبناء في بداية الأمر عبارة عن منزل بدائي يقيم فيه الإله وأيضاً تقام له فيه الصلوات والشعائر والطقوس و تقدم فيه القرابين وقد تطور عمرانه وحجمه وزخرفه وتطورت وظيفته عبر العصور حسب نوعه والحضارة التي بنته وسبب بنائه ، فالمعبد هو مركز العبادة ومركز الحياة الحضرية ، تطور الى مراكز للعديد من الأنشطة الاجتماعية والثقافية مثل مراكز للإقراض أي إقراض الفضة والشعير بفائدة والتي تسمى فائدة الإله شمش واصبح أيضاً مثل المحاكم في وقتنا الحاضر إذ كانت كهنته تقوم بفك النزاعات بين الناس وكان الكهنة بمثابة القضاة الذين يشرفون على سير فك النزاعات واداء القسم و تقام فيها أيضاً عمليات تدريب الكهنة والكتبة اي مركز ثقافي وكانت تخطط فيها النصوص الادبية والدينية
أنواع المعابد :
– في الحضارة الفرعونية
كانت المعابد الفرعونية القديمة مقسّمة إلى ثلاثة اقسام رئيسيّة
المعابد الجنائزيّة كانت خاصة بالكهنة وأهل المتوفى وكان هذا النوع من المعابد يقام لأداء طقوس الجنازة على المتوفى ولتقام بها الشعائر الدينية والأناشيد الدينية والصلوات وكانت تكتب على هذا النوع من المعابد تواريخ اسرة الملك واصله ونشأته وأعماله وليتعبد فيها الفرعون أيضا بعد موته
المعابد الطقسيّة وهي معابد كانت تبنى بأمر من الملك أو الفرعون ليكرس لمعبود بعينه حيث يخصص لعبادته وحده ، ولوحظ اختلاف تخطيط المعابد الشمسية المخصصة لعبادة الالة رع أو اتون أو غيرها من المعبودات الشمسية عن المعابد المخصصة للمعبودات الأخرى حتى تتناسب في تصميمها مع العقيدة الشمسية أو الاوزيرية وكانت تقام في المعبد الطقسي الطقوس اليومية للإلهة المعبودة وكان يقوم بها الكاهن العظيم نيابة عن الملك أو الفرعون
المعابد البسيطة كانت تبنى عادة بجوار الأهرامات وكانت لأغراض عدة مثل التعليم العبادة ملهى للأطفال مشفى صيدلية أو مقر لسكن الكهنة
– في الهلال الخصيب
المعابد المركزيّة تمتاز هذه المعابد بالصفة القومية ومركز الإله المعبود من قبل الجزء الأكبر من البلاد
المعابد الثانويّة ومعابد المدن وهي معابد اختصت بالإلهة المحلية والعبادة فيها لمدة معينة من الزمن
معابد الاحياء السكنيّة وهي معابد صغيرة تعد اشبه بالمزارات في الأحياء السكنية
تخطيط المعابد :
كان لإستخدام الضوء في المعابد هدف ديني فضلا عن الإنارة فكان له دور في بعث الحياة في تمثال الإله لذلك تم الحرص على أن يصل ضوء الشمس إلى حرم المعبد و أن يلمس تمثال الإله وحده كي يبقى ماحوله ظلام دامس يحيط الإله بالغموض وبذلك تتركز أشعة الشمس في التماثيل وحدها بطريقة شبه مسرحية دون الأعمدة و الجدران المجاورة لها و كان الضوء يتسلل عبر فتحات صغيرة في أعلى هذه الجدران عند نقطة إلتقائها بالسقف أو حتى في السقف ذاته و قد أحيطت بالمعابد أراضي متسعة مسورة تتوزع فيها مبان لإقامة الكهنة و المكاتب و المخازن و الحدائق و البحيرات المقدسة أي كل ما هو لازم لرفاهية الإله و لضروريات الخدم المكرّسين لخدمته و العناية بممتلكاته
و كانت المعابد تقسم من حيث الشكل الهندسي إلى معابد ذات محور مستقيم ومعابد ذات محور منكسر ومعابد بيضوية وأخرى هرمية طابقية معقّدة البناء ويدخل في بناءها الحجر بأنواعه والطين والآجرّ والملاط ومواد أخرى كالخشب و المعادن كالحديد والنحاس والبرونز وبعض المعادن النفيسة كالذهب والفضة ، كل هذه المواد تُستعمل حسب الهدف من بناء المعبد والعصر الذي بُني فيه مما لايتسع المجال لشرحه وسرده بالتفصيل .
القلم الحديدي 13 / 10/ 2020