مقالات متنوعة

زهرة اللوتس

Written by:

freeman

زهرة الحياة الدنيا، رمز شاكرا التاج  ورمز للمعرفة قدسها المصرييون القدماء، إستنشاق زهور اللوتس الزرقاء أحد المشاهد التي صورها المصري القديم مرارا في أكثر من موضع.

اللوتس هي رمز “حاعبي” رب الآلهة الذي يجسد فيضان النيل، يصور في هيئة رجل ذي ثديين وبطن ممتلئة، ليرمز إلى الخصب الذي يمنحه النيل لمصر، وكثيرا ما تمّ تجسيد “حاعبي” جالساً على كرسي العرش حاملاً على رأسه زهرة اللوتس.

لم يكن ذلك المشهد لمجرد الزخرفة بل هو تسجيل لأحد أوضاع التأمل التي يمكن أن نقارنها بتمرينات اليوجا في الثقافة الآسيوية.

أثبتت الأبحاث التي أجريت على زهرة اللوتس المصرية الزرقاء أن لها تأثيراً على مخ الإنسان يؤدي إلى حالة من الإسترخاء العقلي تمكن الإنسان من الوصول إلى التنوير. تلك الحالة تشبه إلى حد كبير اللحظة الفاصلة بين النوم واليقظة وهي اللحظة الذهبية التي التقط فيها إسحاق نيوتن قانون الجاذبية الأرضية عندما كان نائماً تحت شجرة ورأى التفاحة وهي تسقط.

يقول عالم النفس السويسري الشهير كارل يونج أن هناك طريقان أمام الإنسان للحصول على العلم. إما عن طريق الفص الأيسر للمخ وهو المسئول عن إدراك العالم المادى بالحواس الخمسة المعروفة  فيه يستخدم الإنسان التجربة والمشاهدة والإستنتاج وإما عن طريق الفص الأيمن من المخ المسئول عن إدراك الغيبيات وما وراء الطبيعة عن طريق الحدس والرؤى والأحلام .

يقول علماء الفيزياء أن نسبة الخلايا العاملة في الحمض النووى البشري هي فقط 3% وأن الـ97% المتبقية منه خاملة وغير عاملة وهي ” Junk DNA”حيث يجهل العلماء وظيفتها فى عام 2004 طرح عالم الفيزياء Paul Davies فرضية أن هناك رسائل مشفرة كامنة في الحمض النووي البشري تعود إلى ملايين بل بلايين السنين لها علاقة بتاريخ الإنسان الكوني وظهوره على الأرض بهذه الصورة الراقية وبهذا الوعي والذكاء كنتيجة لتأثيرات أشعة كونية صادرة من النجوم. (وربما هذا مفهوم  أخر لإعادة التجسد) و يقول عالم الفلك الأمريكي كارل ساجان أن نشأة الإنسان على الأرض تعود لتأثير الأشعة الكونية الصادرة من نجوم احتضرت وماتت من ملايين السنين وهو ما يتشابه إلى حد كبير مع الأساطير المصرية القديمة التى أعتبرت أن نوت (السماء) هي أمنا وأننا ولدنا من رحمها وأنها تبتلع أرواح البشر بعد الموت لتحولهم إلى نجوم.

ويقول عالم الفيزياء Paul Davies أن هناك معلومات عن تاريخنا الكوني موجودة بداخل الحمض النووي البشري وهي في حالة خاملة ومسجلة بطريقة مشفرة تحتاج إلى تحفيز لإخراجها إلى الوعي وإدراك وجودها.

هذا التحفيز للحمض النووي الخامل والذي يمكن الإنسان من الحصول على علوم ما وراء الطبيعة يحدث بتمرينات التأمل، وأحد أساليب التأمل في مصر القديمة كان استنشاق زهرة اللوتس.

لذلك توصلت الحضارات القديمة إلى علوم الفلك المتطورة وعلوم نشأة الكون عندما تواصلوا مع المعلومات المشفر في الـ 97% الخاملة من الحمض النووي حيث يساعد استنشاق زهرة اللوتس على تحفيز جزء من الحمض النووى الخامل وادراك علوم متطورة جدا كانت موجودة بداخلهم مسبقا ولكنها خاملة.

لم تكن زهرة اللوتس عند المصرى القديم فقط مجرد أداة لتحفيز الحمض النووى الخامل، بل كانت مرتبطة أيضاً بنشأة الكون.

تحكي أساطير نشأة الكون بهليوبوليس أن أول ما ظهر من محيط النون الأزلي عند بدأ الخلق كانت “زهرة اللوتس”. وهو ما توصل اليه العلم الحديث من أن حاسة الشم هى حاسة أصيلة في الإنسان وهي أول ما يعمل من حواسه وأن هذه الحاسة أصيلة فيه لدرجة أن هناك روائح معينة يمكنها إيقاظ واستدعاء ذكريات قديمة جداً في قاع الذاكرة تعود إلى الطفولة المبكرة بل إلى حيوات سابقة.

وهناك علم الـ “Aroma-Therapy” الذي يستخدم الروائح العطرية في علاج الأمراض بتحفيز مراكز معينة في وعي الإنسان عن طريق الروائح العطرية.

زهرة اللوتس هي مفتاح للوصول إلى الوعي الكوني فهي أول ما ظهر من الخلق والشم هو أول ما يعمل في الإنسان ولذلك يمكن إعتبار رائحة اللوتس جسراً ينقل لنا العلم من عالم الغيب إلى عالم الشهادة. ومن عالم الغيب يأتي كل شئ إلى الوجود بما في ذلك العلم وقد كان المصري القديم يعتبر أن العالم الآخر(عالم الغيب) هو المكان الذي تأتي منه كل المخلوقات إلى العالم المرئى.

من الغيب تأتي المخلوقات إلى الوجود ومن الـ 97% الخاملة في الحمض النووي للإنسان يأتي العلم، فقط بتحفيز ما هو كامن فينا  بإستنشاق زهور اللوتس الجميلة.

واعتبر القدماء زهرة اللوتس هي إجتماع العناصر الأربعة (الماء – الهواء – التراب –النار) والسبب أنها غالبا ما تنمو وسط الأنهار ذكر عن بداية الكون عند المصريين القدماء في البدء، كانت الفوضى عارمة، والظلام يلامس وجه الماء، عندها انبثقت زنبقة ماء من اللج، وببطء تفتحت تويجاتها ليظهر الإله الطفل جالساً في قلبها، نفذت رائحتها العطرة لتعشش على الماء، وشعّ نور من جسد الطفل ليبدد الظلام الدامس.

ذاك الطفل هو إله الخلق، منبع كل حياة إله الشمس “رع”. وفي نهاية كل نهار تَغلقُ زنابق الماء البدائي تويجاتها، لتسود الفوضى طوال الليل حتى يعود الإله الخالق إلى قلب زنبقة الماء، ولكي يحمي إله الشمس ضياءه من الإنطفاء كان يبقي عينيه مغمضتين يحيط نفسه متلفعاً بزنابق الماء.

إنها عنوان الخلق. قلب الزهرة الأصفر يماثل قرص الشمس الذي ولد من زهرة اللوتس التي خرجت من المياه الأزلية تتفتح الزهرة كل صباح كما تشرق الشمس وتغلق أوراقها وتغطس تحت الماء وقت غروب الشمس كما تغطس الشمس في المحيط السماوي ما أراد المصريون القدماء أن ترحل أجسادهم بعد الممات سواء إلى الجنة أو العدم ، بل كان طموحهم هو أن تحلّ في جنائن “رع”، حيث تنبت من تراب أجسادهم زهرات اللوتس.

لزهرة اللوتس دور كبير في طقوس العبادة المصرية:

القديمة فهي من أقدس الأزهار وهي عنوان الخصوبة والجنس، وأعظم الأزهار كمالاً، إنها سيدة العطور. وكانت زنابق النيل المقدسة تقدم كقرابين خلال الشعائر الجنائزية. وقد وجدت بقاياها تغطي جسد توت عنخ آمون عند فتح قبره في العام 1922. يربط زهرة اللوتس شعار مصر العليا مع نبات البردي شعار مصر السفلى (مصر العليا تماثل رأس الإنسان ) وعند المصريين القدماء زهرة اللوتس مثل نهر النيل في شكله فأوراقها البحيرات المتفرعة من النيل وساقها مجراه والزهرة دلتا النيل. كذلك  قمم الكثير من أعمدة المعابد المصرية  تتخذ شكل أزهار اللوتس أيضاً.

الكون عبارة عن طاقه كونية حيوية يسميها متصوفي

الصين ” تشي” واليـابان ” كـي ” والهندوس ” برانـا ” هي ” الكونداليني ” و 90 % من جسم الإنسان عبارة عن طاقة كونية غير مستخدمة وأن بجسد الإنسان سبع بوابات للطاقة الكونية هي:

1 – الغدة النخامية بقمة الجمجمة.

2 – الغدة الصنوبرية بالرأس.

3 – الغدة الدرقية.

4 – القلب.

5 – الغدة الكظرية.

6 – الطحال بالبطن.

7 – الغدة التناسلية.

ويوجد في نهاية العمود الفقري لكل إنسان أفعى ملتفة حول نفسها عرفها المصريون بأفعى المالانهاية وتعرف عند الهندوس بأفعى الكونداليني أي الملتفة حول نفسها وتختص بقوى الوعي وبتنشيطها من إستكانتها عند قاع العمود الفقري تضيء العين الثالثة “الغدة الصنوبرية” فيشع منها ضوء حول الرأس مكوناً هالة القوى الروحية ويعتقد معلموا اليوجا أن من يمر بتجربة يقظة الكوندالينى يصير كائن غير عادى (ساحر).

ويمارس الروزيكروشان اليوجا داخل أشكال هرمية حيث يزعمون أن هذه الأشكال تحقق لهم السيطرة علي مجالات القوى غير المنظورة الكونية أو المغناطيسية أو الهرمية أو الروحية للإتصال بالآلهة وبروح إخناتون وأرواح ملوك مصر من أنصاف الآلهة وأن عملية الإتصال بالأرواح أو الآلهة تتم بالتركيز والتأمل وعندما يحدث الإتصال يذهب اليوجي في شبه غيبوبة ويفقد الإحساس بالعالم الخارجي.

فاليوجا تهيئة النفس ذاتيا وإراديا لقبول التواصل بأرواح عليا وأبعاد أرقى ارتبطت  والجلوس بوضعية اللوتس

رمز ديني للديانتين البوذية والهندوسية 

عجلة دارما وزهرة الحياة تقول الأساطير الهندوسية. عندما أزبدت مياه المحيطات ظهرت إلى الوجود امرأة متوهّجة تقف على زهرة لوتس متفتحة حاملة بيدها زهرة لوتس أيضاً. المرأة هي “لاكشمي” إلهة الخصوبة ومثال الجمال الأنثوي إنها الإلهة الأم اختارت لاكشمي أقوى الآلهة زوجا لها إنه “فِشنو” كبير الآلهة وإله الخلق الذي أنشأ الأرض من برعم لوتس.

وزهرة اللوتس التي تشبه قرص الشمس هي صرّة فشنو ذاتها حيث نشأ الكون منها و”براهمن، المظهر الثاني ل”فشنو”، انبثق من زهرة لوتس تفتحت من صرّة فشنوغالباً ما تصور الإلهة لاكشمي كامرأة جميلة لها أربعة أيدي وتقف على زهرة لوتس أو تصوّر مع الإله فِشنو جالسة عند قدميه وتدلّكهما.

زهرة اللوتس مقدسة لدى الهندوس:

إنها الزهرة الأولى التي نوّرت مع بداية خلق الكون فأصبحت رمزاً للسلطان الإلهي وعرش الكون. إنها عنوان للخير والنقاء، وهيئتها رمز للجمال والخصوبة الأنثوية والخلق والانبعاث وللطبيعة المتجددة. واللوتس أكثر الأزهار التي يحتفى بها في الهند منذ أزمان سحيقة وحتى وقتنا الحاضر، ولها مكانة كبيرة في الفنون والثقافة الشعبية، و الهندية. وهي زهرة البوذية أيضاً، وتحتل مكانة مهمة في الحكايات والأساطير المتعلقة بـ “بوذا” حيث الإعتقاد السائد أن بوذا جاء إلى الوجود من زهرة لوتس طافية على سطح الماء.

كثيرا ما يُصَّور بوذا متربعاً على عرش أساسه زهرة اللوتس تقول أساطيرهم: حيثما وطئت قدما بوذا الأرض تفتحت زهرة لوتس. وهي عنوان لليقظة الروحية ورمز للنقاء والطهارة فعندما ترتفع زهرة لوتس على المياه الطينية الموحلة التي تنمو فيها، تبقى محتفظة بنظافتها وجمالها. وعادة ما توضع رسومات زهرة اللوتس في المعابد البوذية.

حسب الأساطير اليابانية فأن “نيچيرين (والتي تعني لوتس الشمس) حَبَلَتْ بعد أن رأت في منامها شروق الشمس من زهرة لوتس، ونيچيرين هي التي نقلت الديانة البوذية إلى اليابان في القرن الثاني عشر.

في الصين تقطف براعم أزهار اللوتس غير المتفتحة وتقدم كقرابين للإله “كوان ين”، وفي الميثولوجيا الآسيوية ترمز إلى رحم المرأة الذي تنبعث منه الحياة الجديدة.

زهرة اللوتس تنتمي إلى جنسNymphae

أي “الحورية” التي في الأساطير الإغريقية حيث هرقل لم يبادل الحب إحدى الحوريات التي وقعت بحبه وبعد مماتها غِيرةً تحولتْ إلى زنبقة لوتس.

من كتاب الخروج إلى النهار

التحيات لك يا زهرة اللوتس التى يتجلى فيها “نفرتوم” .

أنا أعرفك و أعرف اسمك

وأعرف أسماء أرباب العالم الآخر

أنا واحد منكم.

أبتهل إليكِ يا زهرة اللوتس

أن تمنحينى القدرة على رؤية الأرواح الإلهية المرشدة

فى ال “دوات” (العالم الآخر)

و أن تمنحينى مسكنا بالقرب من أرباب ال “إيمنتت” (العالم الآخر) .

دعينى أصل إلى مسكنى فى “تا جسرت” (الأرض المقدسة فى العالم الاخر)

واستقبلينى فى حضرة أرباب الأبدية.

وامنحى روحى القدرة على التنقل كيفما تشاء

و لا تدعيها تطرد من حضرة التاسوع (الجمع الإلهى) العظيم.

نلاحظ ان زهرة اللوتس لها تسع بتلات…

وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ #زَهْرَةَ #الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى