مقالات متنوعة

ومضة صوفية

الكل في مدينة الشمس الأولى

في البدء “قبل الشمس”، عند الفجر، وبعد خلق واكتمال الروح الكبرى وقبل تكوين كل شيىء في السماوات والارض، قبل ان تتكوّن المادة العذراء، هناك عند الفجر كان “اتوم- نون” في قصره، هناك عند “الفجر الأول”، قبل الشمس، كان الإله البدئي الذي منه سيأتي كل شيىء

هناك “السكون” المرتقِب والمنتظر بحماسة، هناك عند البدء، وعلى الصخرة البدئية الأولى في قدس الاقداس وقف الطائر “بنو” الملقب بـ “الفينيق” واطلق صرخة مدوية في “السكون” منبئة بـ “البدء”

خرجت عندئذ “مآت” (الموت) والحياة من اتوم، فكانت “الشمس” في نورها وحرارتها ووهجها، انه “حورس- رآ” سيد النور. انهما الحياة والموت ليس كنقيضين، انهما المكملـَين، انهما اصل الوجود، فيهما تترقى الكائنات السماوية والأثيرية والأرضية، تحيا وتتحوّل (تموت) فتترقى. انهما ثلاثية في صلب الإله، انهما المحور الأساسي- ثلاثية الحياة والموت ومصيرهما الترقي الى فوق.

من الموت خرج “شو” و “تفنوت”، ومنهما خرجت “نسمة الهواء” و “الرطوبة” في البعد الاول، و “الزمن الازلي” و “المكان المتناهي” في البعد الثاني. انه النظام في اجزائه وإيقاعاته وتفرعاته، ومحركهما “شو” و “تفنوت” يدي “رآ” العقل الأول، انهما مدخل “رآ” الى عالمنا وهم مدخلنا الى “الإله”. انهما أشمون (نسمة الهواء الشافية) وبعل (سيد الغمام والمطر والرطوبة) في البعد الاول يدخلان في كرونوس في البعد الثاني انهما اسياد السماوات والارض ومحركيّ النظم الكونية

“نسمة الهواء” و “الزمن الأزلي” اخرجا “نوت” (السماء) و “جب” (الأرض) ومنهما كان الكون المادي، وكان النظام الكوني (المنظور) ومحركهما “نوت” و”جب”، نظام حركات النجوم والمجرات والكواكب في جزئيه المادي (Astronomie) والمنطقي (Astrologie). انهما ثنائية النظام الكوني (المنظور). من تلك الثنائيتين الكونية خرجت الثنائيتين المادية، انهما كل من “أوزيريس” و “إيزيس” اللذان اخرجا قوى الخصب والحياة الماديتان المتمثلان بـ “حوروس” من جهة، ومن جهة اخرى “نفتيس” و “موت” اللذان اخرجا قوى الموت والجفاف المتمثلان بـ “سيت”، كلاهما ثلاثيتان في ثنائية المادة، ذو دور واحد وهدف واحد “الترقي الى فوق”، انهما واحد مع “اتوم- نون”، قلب “حورس– رع”

تلك هي “منظومة الآلهة المصرية” القديمة الأولى اللبنانية الإبنة البكر للإيلية الكونية في الجبل المقدس- في لبنان، تعدلت لاحقا بشكل طفيف لإخفاء اصلها، طـُمِست بعد اسرارها لكن “الحقيقة” واضحة المعالم، متجذرة في شعوبها التي تمثـّلت بآلهتها، هذا الشعب اللذي عاش في “الجبل المقدس” ونشر الحضارة والديانة بين الشعوب

انه الكنعاني العاشق للعلم والترقي والوحدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى