نحن مهتمون لختم هيكل الفرسان وخصوصاً رمز الفارسين على الحصان نفسه على نفس الجبل، هاتين الشخصيتين لا تقف وجهاً لوجه ولكن لديهما نفس الاتجاه؛ إنها ليست مسألة معارضة، وإنما تكامل، ودعوة لوضع حد لازدواجية الفاعل والمفعول في الهوية، هي العودة للوحدة تفتح أبواب المملكة الداخلية والترقي في السلوك، بهذه الوحدة تتجلى رؤية جديدة للعالم مباشراً لتصبح وعياً عالمياً مرتبطاً بالألوهية.
كما اسم الفرسان يثير مظهر سحري وغامض، جذبت كلمة فرسان انتباه الجماهير، وسمحت للمشاعر العنان، الجيدة والسيئة، للاستفادة من هذا التراث الروحي الذي يمثل الحب، والحكمة، والارتفاع الروحي للإنسان، تنمية الشخصية من خلال رؤية مستقبلية، بالتزام فرسان الشرق على عدم التمييز والكراهية والعنف ضد أي شخص أو مجموعة من الناس بسبب أصلهم أو عضويتهم الفعلية أو المفترضة لجماعة عرقية أو أمة أو العرق أو الدين.
بيد أن وريثنا الروحي والتقليدي لوسام الهيكل يحثنا للعمل لتحقيق نفس الأهداف التي حركت إخواننا الفرسان القدماء، من خلال المشاركة في خلق عالم يستطيع فيه كل إنسان أن يشارك بشكل كامل في التنمية المتناغمة والمتوازنة مع جميع قدراته، وتكريس التقاليد النبيلة للفروسية القديمة، والدفاع عن الحريات فإن تعزيز الإصلاحات اللازمة، ويعمل على ممارسة الرحمة والإحسان والأعمال الخيرية. وبالإضافة إلى ذلك، الكل يعمل من أجل فهم أفضل للتاريخ والرموز والتقاليد المرتبطة بهذا البعد.
فالرموز تلعب دوراً في إظهار الحقائق الموجودة فينا، فتظهر لنا الصورة الوفية للذي تحويه روحنا، فعندما تكون الروح فارغة لا يعود للرمز معنى، والخطأ ليس الرمز بقدر ما هو خطأ الفرد الذي لا يعرف أن ينظر أو يرى الأشياء بوضوح، إذ لا يمكن الاستفادة من عقل محدود ودون رؤيا.
فلذلك نقول إن الإنسان يتخلف عن إنسانيته إذ لم يكن واعياً لوجوده، ووجوده لا يدرك إلا بنور العقل، خاصة أن الدماغ لا يستعمل من الطاقة العقلية إلا شيء البسيط، كما أنه مبرمج على الأبعاد الثلاثة فقط الطول والعرض وارتفاع، ثم العقل.
يبني أحكامه على حواس لكن هذه الأحكام تبقى ناقصة حتماً. اذ لا شي في الوجود يقف حاجزاً أمام العقل اذا انطلق من قيود المادة الكثيفة وعندئذ يستطيع ان يفسر كل شيء موجود. لإقامة عالم حيث كل إنسان يتمكن من أن يتكون من خلال التكون الحيوي والسلس في جميع طرقه المتوافقة مع نمط الحياة الإجتماعية الذي هو لنا. رمزياً، هذا العالم يتمثل بـ “المعبد المثالي”أو “مدينة الله”.
تحقيق هذا عالم المثالي القائم على المبادئ الأخلاقية والإجتماعية والفلسفية التي طال التفكير بها من الواضح أنه يتطلب وقتا طويلاً لإكماله. وهو الارتفاع الروحي والمادي للبشرية جمعاء ولكل فرد على وجه الخصوص.