تاريخ الماسونيةحضارات قديمة و الماسونية

تاريخ الماسونية

الماسونية لغةً :

 لفظ مشتق من الكلمة الإنكليزية ( Mason ) ومعناها باللغة العربية إسم ( البنّاء )  ويضاف اليها كلمة ( Free) ومعناها ( حرّ )  فتصبح ( Freemason ) أي البنّاء الحر و بالجمع تصبح ( Freemasons ) أي ( البنّاؤون الأحرار )

وباللغة الفرنسية  (Franc-maçonnerie ) أي البنّاء الصادق أو البنّاء الحر أو ( البنّاؤون الأحرار )

أما الماسونية اصطلاحاً :

فهي أخوية عالمية شعارها ( حريّة – إخاء – مساواة )  يتشارك أفرادها عقائد ومفاهيم  وأفكار واحدة فيما يخصّ البحث عن النور و معرفة الحقيقة وأهمية الأخلاق والتكافل والفضيلة والعلوم الطبيعية و الماورائية وتفسيرات الكون والحياة والإيمان بوجود مبدع ومهندس وخالق ( إله ) لهذا كلّه ،

وهي اتحاد عالمي يجمع بين كل الرجال الشرفاء الأحرار في رباط أقوى وأرقى من كل الخلافات الضيقّة الجنسيّة والعرقيّة والحزبيّة والدينيّة

إخواني تعود تسمية ( البنّائين الأحرار ) الى آلاف السنين ولكن ماهو أصل هذه التسمية ولماذا البنّاؤون الأحرار ؟ ولماذا ارتبط الإسم بالبناء ؟

حقيقةً إن هذه التسمية جاءت بعد تسميات متعددة أُطلقت عليها عبر قرون طويلة اختلفت وتأثرت باختلاف الزمان والمكان

فمنذ فجر التاريخ الإنساني كان الإنسان ﻳﺮاﻗﺐ اﻟﺸﻤﺲ وﻫﻲ ﺗﺴري ﻣﻦ اﻟﴩق إﱃاﻟﻐﺮب ﺛﻢ ﺗﺘﻮارى وراء اﻷﻓﻖ ﺛﻢ ﺗﻌﻮد ﻓﺘﻈﻬﺮ وﻛﺎن ﻳَﻨﻈﺮ إﱃ اﻷﺟﺮام اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ وﻛﺜﺮة ﻋﺪدﻫﺎ ﻧﻈﺮة اﻻﻧﺪﻫﺎش ويرى ﰲ تبدل الفصول عجباً ففي أﺷﻬﺮ اﻟﺮﺑﻴﻊ تكون اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﻜﺴﻮة ﺗﺒﻬﺞ اﻟﻨﻈﺮ ﺛﻢ إذا ﺟﺎء اﻟﺸﺘﺎء ذهب ذلك الكساء وزال وأمطرت السماء وبرقت وأرعدت بصواعق تخطف أﺑﺼﺎره ﻓﺄﺟﻬﺪ عقله وفكره ﻓﺸﺎور كبيره وﻋﺎﻗﻠﻪ وسأل من هو أعلم منه من أصحاب العلوم والصنائع والحكمة وأهل الدراية بنواميس الطبيعة سأل عن تلك الظواهر الغامضة مَن جمع ﰲ ﻳﺪه ﺟﻤﻴﻊ ﻋﻠﻮم ذﻟﻚ اﻟﻌﴫ وﻣﻌﺎرﻓﻪ وﺻﻨﺎﺋﻌﻪ ﻣﻦ ﺑﻨﺎء وﻓﻠﻚ ورﻳﺎﺿﻴﺎت وﻃﺐ وﻣﻮﺳﻴﻘﻰ وﻓﻠﺴﻔﺔ و الذين أُطلق عليهم ألقاب مختلفة ومسميات عديدة مثل الفئة العاقلة أو أصحاب القوة الخفية او الفئة الواحدة أو أصحاب الحكمة والصنعة

ذﻟﻚ ﻛﺎن موجوداً في اﻷﻣﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺪﻧﺖ ﻗﺪﻳماً وأنشأت الحضارات ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺌﺎت ﻣﻦ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ والعارفين والحكماء بمسمياتها المختلفة تتبارى بمعرفة وحفظ هذه الأسرار وتطويرها والإضافة اليها وتمريرها وتلقينها لمن هو كفؤ على حملها ومعرفتها وصيانتها

و لعلّ اهتمام هذه الفئة ذات التسميات المختلفة المتعددة التي ذكرنا بشكل خاص بالبناء الهندسي والعمران والفن والجمال والإتقان الإنشائي هو سبب ربطها منذ القدم بإسم البنائين الأحرار فمن المعروف تاريخياً دورها الرئيس والواضح للجميع في إقامة الصروح الحضاريّة والمشيّدات المذهلة والأبنية السابقة لعصرها في الحضارات القديمة من ﻣﴫ الفرعونية وأهراماتها وتماثيلها الى اﻟﻬﻨﺪ الهندوسية ومعابدها الى آﺷﻮر الرافدين وحدائقها وبواباتها وأبراجها الىﻓﻴﻨﻴﻘﻴﺔ المتوسط وأصباغها وسفنها وتجارتها الىﺳﻮرية الأوغاريتية والكنعانية ومدنها وأسوارها وأبجديتها ﻓﻜﺎﻧﺖ بيوت العارفين من أهل الصنعة والحرفة كما تدل الحقائق التاريخية ملاصقة دائما لتلك الصروح والمشيدات حيث ضمّنوها الكثير من الأسرار والعلوم والألغاز والمفاهيم الخاصة أثناء تشييدها كما يشهد لهم تاريخها فتحقق لهم بذلك بناء الحجر وبناء العقول وصقلها بالعلم والمعرفة والنور البناء الأدبي الثقافي الاخلاقي بناء الإنسان الحرّ .

القلم الحديدي   6/7/2020

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى