مقالات متنوعة

مدخل إلي الفلسفة النظرية والتطبيقية

Dr. Mustafa Al-Nashar

:Prepared By

David Ashmoon

بدأ الكاتب بمقدمة جميلة مفادها أن إعمال العقل واكتساب العقلية العلمية الواعية تنميها حقيقة (دراسة المنطق+دراسة الفلسفة) كما أوضح أنه لم يعد مقبولاً أن نركن لأفكارنا التقليدية الي تلخصها الكلمات الغير واعية مثل “بلاش فلسفة” أو “ربنا يكفيك هم أو شر الفكر” ولا ننسي دور أجدادنا المسلمين العظام في المنطق والفلسفة أمثال بن سينا وبن رشد ..إلخ

يتحدث الفصل الأول عن المعني الاشتقاقي للفظ الفلسفة وهو لفظ يوناني معناه المحب للحكمة (philo+sophia) وشكك بعضهم مثل مارتن برنال في كتابه أثينا السوداء أن كلمة sophia مشتقة من كلمة مصرية قديمة (Sb3).

ثم انتقل بعد ذلك للحديث عن نشأة السؤال الفلسفي في الشرق القديم وكيف أن الحضارات القديمة في ضفاف النيل وبلاد الرافدين وبلاد فارس والهند والصين بعد الاستقرار وتطويع الطبيعة البكر بدأت تتساءل الأسئلة الوجودية الفلسفية حول فهم العالم وفهم الانسان وعلاقته بالعالم .

تحدث بعد ذلك عن مهام الفلاسفة ووظائفها وهما اثنان: التحليل والنقد ثم التركيب، التحليل يتمثل في تحليل قضايا الواقع حيث يدرس طبيعة الفكر السائد وينقد الصور السلبية فيه ويحاول من خلال النقد الوصول للحقيقة، وأما التركيب فهو البحث عن أشمل وأدق رأي ممكن عن معني الحياة وطبيعة الواقع وفي خلال تكوين وجهة نظره يجمع بين المعرفة النظرية لتاريخ الفكر الإنساني ككل وبين التجربة الواقعية للبشر.

وظائف الفلسفة أولاها تفسير الواقع ككل والغوص في أعماق الواقع بحيث يصل إلي علل ما يجري فيه من أحداث علمية كانت أو سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية وهناك فروع للفلسفة مثل فلسفة اللغة وفلسفة التاريخ وفلسفة السياسة، ثاني الوظائف هي تبرير الواقع مثلما فعل فلاسفة الرواق في العصر الروماني حينما اشتد بطش أباطرة روما وزاد ظلمهم بدأ هؤلاء الفلاسفة ينقشون فلسفة جديدة للوصول للسعادة رغم الظروف الخارجية القهرية فقالوا بأن السعادة داخلية ولا أحد يستطيع التحكم في سعادة الفرد الداخلية وأشهر رواد الرواقية ابكتيتوس الذي كان عبداً وعندما كسر سيده ساق ابتسم وقال سيدي لقد كسرت ساقي وتحكم في انفعالاته!

الوظيفة الأخيرة هي تغيير الواقع مثلما فعل أفلاطون في تكوينه للدولة المثالية

والفلسفة تتطور حسب مستجدات كل عصر وكل مذهب معرض للنقد ويطرأ عليه التغير

تحدث بعد ذلك الكاتب عن أن الفلسفة مرآة للواقع وأن الفيلسوف ابن عصره يعيش كافة قضايا مجتمعه السياسية والفكرية وغيرها ويحاول الوصول لحلول تفيد مجتمعه وهذا ما رأيناه عبر التاريخ الفكري للإنسان.

تحدث بعد ذلك عن الحكمة العملية والفلسفة ووضح الفرق بينها الأولي لغتها بسيطة وسهلة مثل بعض الحكم والأمثال والثانية لها مصطلحات خاصة مع وجود التناقض أحياناً في الحكمة العملية أما الفلسفة فهناك برهان دائماً وحل للتناقض.

انتقل بعد ذلك للحديث عن الفلسفة والعلم والعلاقة بينهما وكيف أن العلم ينظر للجزئيات إلي أن يصل للكليات والفلسفة لا تركز علي الجزئي بقدر ما يلاحظ مدي الارتباط بين جزئيات ظاهرة كلية معينة فنقطة بدء الفيلسوف هي دراسة الكل الماثل في جزيئاته بينما العالم دراسة الجزيئات للوصول للنتيجة الكلية، والجدير بالذكر أن فلاسفة قدامي من خلال التأمل العقلي فقط توصلو لتفسير للطبيعة مثل ديمقريطس حينما تحدث عن الذرة كأصل للعالم الطبيعي.

العلم يقدم مقدمات فقط والفلسفة يأتي دورها بعد ذلك

في نهاية الفصل الأول تحدث عن العلاقة بين الفلسفة والدين وأوضح أنه منذ بداية التاريخ الإنساني والإنسان يتساءل ويفكر إلي أن توصل لمعتقدات دينية لها أصل فلسفي واعتقدو بالحساب كالفراعنة مثلاً إلي أن جاءت الشرائع السماوية وفصلت بين الدين والفلسفة اللتان كانتا شيئاً واحداً قديماً تبعاً لثقافة كل حضارة.

أما محاولة التوفيق بين الفلسفة والدين:

أولاً من حيث الموضوع فهناك حدود ينبغي للعقل الوقوف عندها وهي أمور ميتافيزيقية وطبعاً هناك مواضيع يلتقي الاثنان فيهما مثل أصل العالم وطبيعة الإنسان وطبيعة الوجود ولا ننسي أن الحقيقة الفلسفية نسبية أما الدينية فهي مطلقة كالقرآن.

أما من حيث المنهج فالدين قائم علي الإيمان والتسليم علي عكس الفلسفة القائمة علي التأمل والتفكر العقلي والحجج، وهذا لا يوجد تعارض فسلفنا الصالح أسسو وترجمو الفلسفة اليونانية وتعلمو المنطق وعلموه للدنيا بأسرها ولولاهم ما كان هنام عصور ذهبية وسطي للإسلام.

عن غاية الدين والفلسفة

الدين يعطي للإنسان إحساساً بالأمان الناتج عن التسليم لبعض الحقائق. الفلسفة هدفها الوصول للحقيقة المجردة بصرف النظر عن النتائج المقلقة والتي تكون معارضة للتقليد الاجتماعي أو الفكر السائد أما الدين فيهدف لتوفير الراحة والانسجام العمليين للإنسان.

والآن ما رأيكم بإنسان ديني فلسفي فلسفته تخدم دينه كما فعل أجدادنا وحاولو الموافقة بين العقل والوحي !

الفلسفة تخاطب العقل، الدين يخاطب الوجدان!

يتبع

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى