عظمة التجلي الآلهي
إنَّ الانفتاح على الله هو العمق العميق في الشخصيّة، وهو الذي يعمِّق سرّ القوّة لحركة التربية وفاعليّة الإرادة في الإنسان المؤمن، فكلَّما كان الاتّصال بالله أعمق، والإحساس بحضوره في الوجدان أكثر، كانت التقوى أكثر تأكيداً وتأثيراً في النّفس وفي الواقع
ففطرتك تعلم كل شيء.
إن أردت ان تعلم هل الأمر الذي تريد الإقدام عليه جيد أم سيء يمكنك الاتصال فقط بفطرتك، فالأمر الجيد ستجد به أن فطرتك مرتاحة بالإقدام عليه أما إن كان سيئا وجدت قلبك ينقبض لذلك الأمر.
وبذلك فكل شخص منا يعلم جيدا التفريق ما بين الخطأ و الصواب بدون نقاش عقيم أو محاولة العقل إيجاد مبررات لأشياء من الأصل سيئة…
فالله تعالى فور ما خلقنا خلق بداخلنا الفطرة، و التي هي بمثابة تلك البوصلة التي تحدد لنا جيدا بأي اتجاه نحن… لكن لو نحن تجاهلناها فهي بذلك ستكف عن تحذيرنا وعندها يجب على الإنسان أن يعي بأن قلبه بدأ بالموت شيء فشيء ليصبح بعد ذلك تائها، لا يدري أين هو أو ماذا يفعل بالضبط. كما قد نجد حتى الشيطان بمثل هذه المرحلة يزين له أفعاله السيئة و يحقر من أفعاله الجيدة والنبيلة. وبهذه المرحلة وجب على الإنسان بشكل مستعجل أن يعيد اتصاله مع الله تعالى ثم بفطرته لكي يجد توازنه من جديد ثم لكي يقوى أن يرى الأمور بشكل صحيح، يعني الخاطئ خاطئا و الجيد جيداً.
فالبشر ليسوا سوى مستويات إسقاط لله.. الأحداث التي يتسببون فيها ليست سوى ذلك الحديث بينك وبين الله.. الله لايكلمنا بالكلمات انه يتواصل معنا بالأحداث.. لأن الأحداث ليست حيه ولا حي الا الله..
هؤلاء البشر ليسوا الا أجهزة راديو تنقل البث الإلهى إليك.. ليس البشر فقط بل كل ماحولك يخاطبك انت..
القضيه ليست أن الله يريد لفت نظرك إليه تعالى الله عما يصفون..
ولكنه الله الموجود في كل شئ ذاتيته نفسها هي من تصنع الأحداث وتلون الألوان وتسوق كل شئ لأنها في قلب كل شئ في الحقيقه هيا كل شئ إذ لاموجود الا الله حتى العدم والأماكن الخاليه هيا صناعة وتفريغ الواحد الموجود اذلا وابدا.. وما الصيروره والتغير والزمن والسرمديه والازليه والابديه الا الأن لدى الله إلا الذاتيه نفسها الا حضور تلك الكينونه في ذاتها.. وما كل شئ إلا ظل لنبض تلك الكينونه المتعاليه عن الاحاطه والتجسد والتصوير والتصور وما نحن إلا تواضع المتعالي في أبسط تصوير وظل الصوره العظمى في أبسط تصور..
إننا تلك المرايا الصغيره التي تعكس الضوء القادم من البعيد جداً المستقر في كنه وذاتية وماهية المرايا بل المكون لكل وجود المرايا.
النور يصنع المرايا والمرايا ترصد النور. الراصد والمرصود الواجد والموجود الحاضر والغائب. غيابه إرادة التفريغ منه فلا غياب لأن إرادته حاضره تملأ فراغ الغياب. حتى وإن كان الغياب ملموسا فهو للحواس اما الحضور فلا ترصده الا القلوب لأن الحواس ترصد الحاضر اما القلوب فترصد الغائب. غيابه وحضوره هما نفس الشئ كلاهما ليسوا سوى إرادته نفسها المتجليه.. الحواس ترصد التجلى القلوب ترصد الاراده.
عندما يغيب فهو حاضر لأن في غيابه حضور إرادته.. ليس ثمة انفصال بين الغياب والحضور بينما ارادته هيا كل شئ.. عندما يمنع فهو عين العطاء لأن إرادة المنح حاضره ومندسه في المنع ومتجليه في المنح.. ان توحد الثنائيات والضديات في رؤية الواحد خلفهما هو الطريق لمعاينة الله الواحد خلف كل المتناقضات.. لذا القبول يفتح الباب.
والرضا يستقبل العاشقين. والحب يضايفهم.. والله يفرش الجنان في كل خطوه تخطوها نحوه بلا وصول ولاتشبع ولا انتهاء…