اسرارية رحلة البناء الحر
اسرارية رحلة البناء الحر:
أهداف البنائية الحرة غير معلنة
لكل مجموعة تعمل ضمن مسار خاص، نوعين من الأهداف. النوع الأول معلن للعامة بهدف استقطاب اكبر عدد ممكن من الناس، والنوع الثاني هو للخاصة بحيث انه لا يعلن على الملا، ليس لكونه سراً، بل مخافة أن لا يتم تفسيره بالشكل المراد وبالتالي يسقط مفهومه الجوهري.
من هنا كان للبنائين الأحرار اسرارية لا يعطى تفسير رموزها الإ الى من هم تمرسوا في بناء ذاتهم وأدركوا الهدف الحقيقي لوجودهم بالعالم المادي، ليسمو، ويرتقوا، الى حقيقة إدراك الحقيقة ويبداؤا رحلتهم بالبحث الدائم لمسلك المعرفة.
التأمل:
من ضمن الحقائق الغير معلنة، أن ليس للبنائية قانون أو نظام أو دستور، يكون بمثابة الكتاب المنزل والغير مسموح تجاوز ما كتب به، انما هي كباقي الجمعيات، القانون الحقيقي الذي يتبعه ولا ينحرف عنه البناء الحر هو، دائرة العقل المنطقي ، والنظام الذي سيره المبدع في الطبيعة الكونية منذ آلاف السنين، على قاعدة كل ماهو من صنع البشر قابل للخطأ والصواب، وهنا يتدخل قانون النسبية، والسببية، والبنائية الحرة في عرفها الجوهري ليس هناك وجود لشيئ بالصدفة، بل في الحقيقة كل ماهو الآن،
الوجود
كان في الوجود، وكل ما هو آت، خاضع لنتيجة المسار المساري، ولا جديد تحت الشمس، وهنا نرى ان الحقيققة المطلقة لا وجود لها، حيث يبقى الإنسان ببحث دائم عنها ويرتقي من درجة الى درجة ليلامس إدراكها، وذلك من خلال البناء والصقل للنفس في عالم المادة البشري، وهذا ما تقوم البنائية بتدريب إخوانها عليه في الدرجات الرمزية الثلاث الأساسية، ففي الدرجة الإولى يتم تدريب المبتدئ على التأمل الصامت لتنتقل حقيقة التناقض الى خلايا العقل وتخزن الصورة دون إدراك معالمها، وهذا ما نراه عند الدخول الى العشيرة فالبداية تكون التأمل للغوص في باطن الأرض (أي الحقيقة) لكن دون أن ندرك ماذا نفعل فيتم تخزين هذا العمل التأملي في ذاكرتنا ضمن العالم المادي المحسوس لكن لانستطيع تجاوزه كوننا لم نمتلك بعد مفاتيح اقفال الإرتقاء من العالم المتناقض الى العالم المتناغم، أما في الدرجة اعلى يبدأ في التحليل للمفاهيم المادية على القاعدة الموصلة للتناغم، فيشعر عندها بالسلام الداخلي ويبدأ بالتخلي عن الأنانية.
تناغم المادة والروح
الوجه السلبي النقيض في العالم المادي وتعلم كيفية صهر هذا المركب السلبي وإضهار صورته الإيجابية ليصبح متناغماً، عندها يبدأ بالصعود الى ذاك العالم فيدرك حقائق، إخترنا بإرادتنا الوصول الى كنه أسرارها الذي وضعت من قبل المبدع مهندس الكون الأعظم وأوصل بواسطة رسله مفاتيح الوصول اليها، كونه أبدع الإنسان على صورته وتجسد في الثالوث النوراني المشع، وجعل للإنسان هدفاً ورسالة سامية قل من يدرك مفاهيمها وذلك لحكمة في ذات المبدع، وهذا ما جعل تناقضاً في المفاهيم الضاهرية للإديان السماوية نظراً للعصر الماضي، وهذا ما جعل البنائين في تلك العصورالإصرار على التشدد في إضهار العلوم التي كانت تعرف (بالعلوم السرية) مخافة أن تقع في ايدي الجهلة او السفهاء آنذاك فيتم إفراغها من جوهرها الأساسي فتتوقف مسيرة النور والإدراك ليصبح العالم متخبط بالتناقضات الضاهرية، كما هو الحال اليوم في عالمنا الحاضر بعد أن إنحدرت القيّم والمبادي الى التفسير المادي الأناني بمفهومه السلبي.
من هنا لن تكون بنائية أورسالة البنائين قائمة بجوهرها إلا إذا استطاع ابنائها العودة الى الأصالة والجذور الحقيقية لحقيقة جوهر الرسالة، سلكين سلم الصعود والإرتقاء الى العالم المتناغم، وهذا لن يتم الا من خلال الرجوع الى الذاكرة المخزنة في العقل منذ الولادة الإولى في غرفة التأمل ومنها ننطلق.