مقالات متنوعة

كيف تَصنعُ حبيبَ قلبك…

كيف تَصنعُ حبيبَ قلبك…

الذي سيُوصلك إلى ربّك؟

صحيحٌ أنه من النادر إيجادُ رفيقِ القلب والدرب الذي يوصلك إلى الربّ

الشريك الذي تنسجمُ معه كل الانسجام، وتعيش معه في رغدٍ وسلام…
لكن ماذا عن صُنع واحد؟؟؟؟؟

ذروة الحب

من المستحيل تقريباً إيجاد حبيب القلب في هذه الأيام…. فالأرض كبيرة وفيها ملايين الشباب والبنات والحمير والحميرات ولا يوجد إنترنيت ولا موبايلات عند معظمهم!…
بالإضافة إلى أن حياتك يا عزيزي قصيرة نسبياً لكي تتعرّف على العدد الكافي وتختار منه الشريك المناسب…
فكيف ستستطيع إيجاد رفيق دربك وحبّك؟؟
هذا أمر نادر الحدوث في الطبيعة.
يا رفيقي يا مَن تسير على درب الوعي. عندك سبعة مراكز أو مقامات، أولها في الأسفل هو مركز الجنس أو الجسم المادي، وأعلاها هو مركز القُرب من الربّ. مركز الاستنارة والاتصال الكوني. وبين هذين المركزين هناك خمسة مراكز أخرى.
عندما تتناغم المراكز السبعة بين الرجل والمرأة تكون قد وجدتَ يا حبيبي حبيبَتَك وغاية مُناك وأحلامك…
وتكون قد حقّقتَ عبارة: الزواج نصف الدين.
عندما يحدث التلاقي والانسجام في كل مقام… تشعران بالأحديّة والوحدة بينكما… فتتّحدان مع الأكوان ويختفي العاشقان ويبقى المعشوق الأبدي…
يذوبان في بعضهما حتى الأوصال…
فيَصلان إلى أعلى قمم الجَمال…
لا يبقى أي اختلافٍ بينهما أبداً…
يتصرّفان كأنهما شخصٌ واحد….
بجسدين لكن بروحٍ واحدة…

بتناغمٍ مُطلق….

يوصلهما إلى ذروة الحب في اشتعاله وجماله
الاختفاء في الآخر

لا بُدّ أنّك رأيتَ حمارين عاشقين يلعبان معاً في الطبيعة…
ولا بدّ أنّ فضولك وكبتَك دفعاك إلى مراقبتهما، ولا بُدّ أنك تمنّيتَ أن تكون مكانَ واحدٍ منهما!!
نعم… أنا أيضاً!

عندما تنظر إليهما بعُمق تجد أنهما اختفيا تماماً… وتركّزَت كامل طاقتهما في أعضائهما الجنسية… هذه الطاقة الحيوية الخلّاقة… الطاقة المقدّسة التي تتدفّق منها الحياة بكاملها…
اختفَتْ منهما الشخصيات…. وبقيت الطاقات….
وتحديداً الطاقات الصافية المُـتلاقية.
الطاقات الصافية هي فقط التي يمكن أن تذوب في بعضها البعض وتندمج… أما إذا كان لديك شخصية قوية متصلّبة فستُعيق التلاقي والانصهار الكامل… حتى عند المقام الأول الذي لا تستطيع الحيوانات تجاوزه…

فما بالك بالمقامات الأعلى؟

سلّم العلاقة…

إذا وضعتُ لك سُلّماً للعَلاقة… فكم علامةً تُعطي لنفسك؟
إنه سلّمٌ من سبع درجات…
قد تكون مُحلّقاً فوق السلّم في السماء الواسعة….
أو واقفاً على إحدى درجاته…
أو قد تكون مُرتمياً تحت السلّم!!
فتأمّل على ذاتك ثم أعطِها العلامة الصادقة….

في أعلى درجة تتلاقى المراكز السبعة بكاملها بين الحبيبين ويكون الفرح دائم التجدّد….
يكون نشوةً عميقةً أكثر من أن يكون مجرّد فرح… يكون تلاقياً روحياً أبعد من كل الأبعاد والحسّاد…
ظاهرةٌ روحية عميقة تجاوزيّة… عُرسٌ كبيرٌ بين مجرّتين من النجوم… دائم الاستمرار ولا يقتصر على شهر العسل فقط! لكن هذا نادر جداً جداً….

تحت ذلك المستوى هناك تلاقٍ آخر: تلاقي ستة مراكز،
وهذا أيضاً نادر الحدوث.
إنه انسجامٌ وليس وحدة….
ليس اتحاداً كونياً روحياً، لكنه شيء قريب جداً من ذلك.
وهو انسجامٌ جماليّ فنّي… وتجربة شاعريّة جميلة جداً.
التلاقي الأول يُمكن فَهمه من قِبل الذين وصولوا إلى الاستنارة الداخلية والرؤية بنور الله… والتلاقي الثاني يمكن أن يفهمه الشعراء، الرسّامون، الراقصون والموسيقيون….
نزولاً من ذلك المستوى هناك تلاقي خمسة مراكز…
وهذا ليس اتحاداً بل عالمٌ من الازدواجيّة والتناقض.
شخصان لا يتّحدان…
ومع ذلك يبقى هناك تناغمٌ كبيرٌ بينهما…
كآلتين موسيقيتين تُطلقان نفس الألحان….
لا يوجد هنا اتحاد أو وحدة…. فهما دائماً منفصلان، وهذا ما وصَفه جبران خليل جبران:
“على المُحبَّين أن يكونا كدَعامتين في معبد… يرفعان السقف ذاته، مع أنهما منفصلان وبعيدان عن بعضهما”…..
لكن هذا الأمر لا يزال جميلاً.

في الدرجة الرابعة يوجد تلاقي أربعة مراكز…. ويتميّز بثنائية واضحة.
فقد اختفى فيه التناغم لكن لا يزال هناك تفهّم كبير لبعضهما البعض، واهتمام كبير متبادل.
لا يوجد هنا أي تناغمٌ عفوي، لكن وبسبب التفهّم والتفاهم تتمّ المحافظة على إيقاع معيّن بينهما.
وهذه تجربة من الذكاء الكبير، وعلى الإنسان أن يكون واعياً جداً… وإلا سيقع من هذه الدرجة أيضاً.

الدرجة الخامسة هي تلاقي ثلاثة مراكز…. وتتركّز فيها الثنائية والاختلافات…
لا يزال التفاهم موجوداً لكنه ليس مستمراً.
يظهر الصراع أحياناً لكنه غير مُدمّر للحب… بل على العكس، يُقوّيه ويزيد عليه قليلاً من البهارات!
وهذه تمثّل التجربة النفسيّة العاطفية بين الشريكين.

تحت ذلك هناك تلاقي مركزين:
فيه ثنائية رهيبة واضحة جداً… وحوالي نصف الوقت هناك تفاهم وفي نصفه الآخر هناك صراع.
تجربة جسدية ليس إلا… لكن مع ذلك لا يزال هناك توازن كبير ناتج عن تساوي لحظات التفاهم ولحظات الصراع…
أما في أسفل درجة من السلّم نجد التلاقي في مركز واحد:
صراعٌ كثير جداً… ولحظات نادرة جداً من الفرح….
تمرّ أوقات طويلة طويلة دون أي ابتسامة…
ومع ذلك تستحق هذه اللحظات الانتظار!
هذه هي العلاقة الجنسية المبنيّة على الشهوة وحب الجسد فقط…
أي مجرّد رَفسة وعَطسة وانتهى الحب والغرام…
وظهرت المُرورة بعد يومين من شهر العسل…

لكن انتظر!!!!!
لا يزال هناك علاقةٌ أدنى من هذا كله، وهي علاقة الصّفر:

علاقة الصفر…

تحت تلك الدرجة السفلى… أي تحت السلمّ، تجد المستوى الأخفض على الإطلاق:

عندما لا يوجد تلاقي في أي مركز.
وهذه هي أزواج البشر التي تقابلها باستمرار ياللأسف!!!!
حتى أنها لا تصل إلى مستوى العلاقة الجنسية السابقة… بل هي أدنى من ذلك بكثير!

إنها ليست أقل أو أكثر من العادة السرّية حتى لو كان هناك أولاد وأحفاد…
أو قد تكون نوعاً ما من الصّفقات الاجتماعية أو التجارية أو السياسية….
أي مجرّد استغلال… مجرّد عمل!
ليست صداقةً ولا عداوة… بل علاقة شكليّة.. وعَلّاقة ثياب!
فأنت تستغل الآخر والآخر يستغلك.
وهذا نوع من الدّعارة وبَيع الجسد…. بأبشع ما تتخيّل….
لكن هذا معظم ما يحدث في الأرض للأسف..

علم التحويل

لقد تم تطوير علمٍ مفيد جداً في الشرق:
إذا لم تستطع إيجاد شريك أو شريكة حياتك، فبإمكانك صُنعَه.
وهذا العلم يُدعى: التانترا.
إيجاد رفيق الروح يعني إيجاد الإنسان الذي تتلاقى مراكزه السبعة مع مراكزك.
وعندما يحصل هذا طبيعياً، يكون أمراً في غاية الروعة.
لكنه للأسف يشبه حادثة البَرق: طبيعية لكن لا يمكنك الاعتماد عليها.
إذا انتظرتَ لقاء حبيبك الطبيعي، ستكون كمَن ينتظر البرقَ لكي يقرأ كتابه في وميضه الخاطف…
لن يكون بإمكانك قراءة الكثير… فالضوء يأتي للحظة فقط… وبينما تقومُ بفَتح الكتاب يختفي الضوء….
لهذا تم وضع علم التانترا.
التانترا خيميائية تُغيّر الأعماق:
تستطيع أن تغيّر جميع مراكزك ومراكز رفيقك…
تستطيع صُنع الإيقاع والتناغم بينك وبين محبوبك…
تشبه جَلب الكهرباء إلى منـزلك….
وعندها يمكنك تشغيل الضوء وإطفاؤه متى ما أردْتَ.
وهذه المراكز السبعة في جسمك ليس إلا مراكز من كهرباء الجسم.
لقد قال العلماء أن الكهرباء الموجودة في جسمك إذا تمّ تجميعها معاً، يمكنها أن تُضيء مصباحاً بقوّة خمسة شموع فقط.
هذه الكهرباء ليس كبيرة ككميّة… والذرّة أيضاً ليست مهمّة ككمية… لكنها كنوعيّة، إذا انشطرَت وانفجرتْ… تظهرُ كمية الطاقة الهائلة التي تحملها.
وعند تطبيق هذه العلوم الحقيقية… تجدُ أن العُشّاق يصنعون الجنة أينما وُجدوا…

العُشّاق يصنعون الجنة

هذه المراكز السبعة… هذه الشّاكْرات… ليست إلا عُقداً تتخلّل تيار جسمك الكهربائي، ويمكنك تحويلها وإعادة ترتيبها وإعطاءها شكلاً جديداً…
ويمكن تحويل الحبيبين من أعماقهما بحيث تبدأ جميع مراكزهما بالتلاقي.
التانترا هي علم تحويل المحبّين العاديين إلى عُشّاق….
وتستطيع التانترا تحويل الأرض بكاملها….
إنها واحدةٌ من أهم الكنوز المُخبّأة والغير مُستخدمة منذ آلاف السنين…. وعندما تستخدمها البشرية… ستُشعّ الأرض بنوع جديد من الحب.
إذا استطعنا مساعدة الناس للوصول إلى هكذا أعماقٍ من الحب… تخيّل كم سيُصبح العالم جميلاً…
لا… لا تتخيّل..!
بل تأكّد أننا سنصنع الجنة على هذه الأرض!
إنك الآن في أسفل مستوى يا حبيبي، حيث لا يتلاقى أي مركز بينك وبين شريكك.
فالأمر مستحيل إذا اعتمدتَ على الصّدفة وحدها….
ومُمكن جداً جداً إذا اعتمدتَ على علم التانترا….
وللحديث بقية وبقيّة….

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى