مقالات متنوعة

إستشعر ولا تُفكر

تذهب لتجلس في الحديقة بحثا عن الهدوء

ولكن هناك الكثير من ضجيج السيارات الذى لا يهدأ…

وبالرغم من هذا أغمض عينيك وحاول أن تسمع أضعف صوت يصدر حولك.. إنه صوت طائر بعيد..

إهتم فقط بصوت هذا الطائر وإنسى ما يدور حولك…

دع ضجيج السيارات يضج لوحده وركز سمعك على ذاك الصوت البعيد…

فلا يمكنك سماعه إلا بتركيز كل خلية فيك بإتجاهه…

إستشعر … ولا تُفكر !!!

وبهذا التركيز الكامل سيختفى ضجيج السيارات بالتدريج ويغدو صوت الطائر هو الأوضح…

وعلى الرغم من إنخفاضه وبُعده إلا أنك ستسمعه بكل تفاصيله الدقيقة…

دع حواسك ومشاعرك تنمو معك…

عندما تلمس شيئا ما … أو تسمع أو تأكل أو حتى عندما تستحم…

لتكن حواسك يقظة ولا تفكر بالأمور ولكن أشعر بها…

إنك تقف تحت الدش والمياه تنهمر عليك…

أشعر ببرودتها دون ان تفكر بها…

أى لا تقل (إنها مياه باردة .. ياله من أمر جيد) لا تقل أى شىء…

فلا تحول المشاعر إلى كلام لأنه بمجرد ما أن تنطق بالأمور فإنك تفقد المشاعر…

بمجرد ما أن تخرج الكلمات يبدأ العقل بالعمل…

فأشعر ببرودة المياه وإستمتع بها دون أن تحول هذه المشاعر إلى كلمات…

إننا نتحدث ونتحدث دون التفكير للحظة فيما نُخرجه من كلمات…

فتوقف عن الكلام …

لأن هذه هى الطريقة الوحيدة لكى تُصبح مشاعرك يقظة فى داخلك .. وعندما تصبح كذلك ستشعر بالفرق…

 

الشعور بالأفكار 

لا تدع مشاعرك تقتصر على الأمور الملموسة فقط .. ولكن أشعر بالأفكار أيضاً …

فأغمض عينيك وحاول ان تشعر بالفكرة التى تمر ببالك…

فالأفكار تتدفق بإستمرار وكأنها نهر جار

ولكن كُن يقظا لهذه الأفكار … وأشعر بوجودها

فكلما شعرت بها إتضحت لك أكثر…

لأنك ستزيل عن كل فكرة لديك الطبقات التى تُخفيها لتنكشف حقيقتها لك

فهى ليست مجرد أفكار ظهرت على السطح دون سبب…

ولكن وراء كل فكرة أفكار أخرى كثيرة أوجدتها لتُشكل فى النهاية هذه الطبقات المجتمعة عليها…

والوسيلة التي ستساعدك على هذا هى : الشعور بالفكرة…

إننا دائما ما نقول (فكرتى أو أفكارى) ولكن هل هى فعلا أفكارنا؟

هل يُمكنك أن تنسبها إلى نفسك ؟

كلما زاد شعورك بها أصبحت فكرة إمتلاكها أصعب بالنسبة لك…

فهى مُستعارة من الخارج وليست ملكك ..

أى أنك لا تملك أى فكرة من أفكارك فهى موجودة فى داخلك كالغبار الذى يتجمع من تلقاء نفسه…

حتى إذا لم تتعرف على مصدر هذه الأفكار فهذا لا يعطيك الحق بان تمتلكها…

بالرغم من أنه يُمكنك أن تعرف مصدرها ولكن بمحاولات جهيدة.

إنك لا تملك إلا ذاك الصمت الذى يقبع في داخلك…

إستشعر ولا تُفكر !!!

فأنت لم تأخذه من شخص آخر بل ولدت به وستموت به…

بينما الأفكار أتتك بمرور الوقت…

ولذا حينما تستأصل جميع الأفكار من حياتك

فإنك تستأصل العالم أجمع … وتنفصل عنه دون أن تنعزل…

لتُصبح موجودا … وغير موجود…

موجودا دون حدود … أو قيود …

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى