معبد بعل شمين
هو معبد قديم في مدينة تدمر السورية مخصص لإله الكنعانيين رب السموات بعل شمين فهو سيد السموات وإله الخصب والمطر في تدمر ويعتبر معبده الوحيد من نوعه الذي بقي محافظاً على شكله الأصلي تم البدء ببنائه عام 32 م فوق أنقاض معبد أقدم منه واكتمل بناؤه في القرن الثاني الميلادي وكُرّس لعبادة الإله بعل ويرحبول رب الشمس وعجلبول رب القمر وكان مقرّاً لمجمع الأرباب التدمريين وهو أقدم من معبد بعلبك بقرن كامل وكان المعبد الأول يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد ثم تهدّم في الحرب بين التدمريين والرومان عام 272م وكذلك في ثورة التدمريين عام 273م
يقع المعبد في الحي الشمالي لمدينة تدمر القديمة فوق أنقاض معبد أقدم منه كما ذكرنا و يتألف بناء المعبد من الحرم وساحتين شمالية وجنوبية تحيط بهما الأروقة وأمام الحرم عتبة تحمل ستة أعمدة وجبهة مثلثية إن بعض العناصر المعمارية الإغريقية والرومانية إضافة إلى تصميم المعبد الذي يشبه إلى حد كبير تصميم المعابد الرومانية من خلال اختصاره على صالة مقدسة مركزية واحدة تقوم فوق مصطبة مرتفعة ويتقدمها رواق محمول على أعمدة ذات تيجان كورنثية وقواعد أيونية لم تكن كافية لإعطائه الشكل العام للمعبد الروماني أو الإغريقي فوجود العناصر المعمارية الشرقية يطغى على طابع البناء العام للمعبد فالساحة ذات الأروقة التي تحيط بالمعبد وتضم المذبح وغرفة المائدة إلى جانب العناصر الزخرفية المستخدمة في تزيين المعبد جعلت منه معبداً يختلف عن المعابد الرومانية وتشير الوثائق المكتشفة إلى أن بناء المعبد قد قام على نفقة شخص يدعى مالئ وهو شيخ عشيرة بني معزين التدمرية
هندسة الهيكل والمعبد
يتضمن (الهيكل) المجمع المعماري المخصص لبعل شمين أربع باحات بأروقة لا شك في أنها استُخدمت لإقامة مختلف الاحتفالات الرسمية والطقسية ولعرض تماثيل للمتبرعين والمحسنين حيث يشغل المعبد واحدة من الباحات الأربع الموجودة في الهيكل وفقاً لنموذج كان متعارف عليه في الشرق الأدنى القديم واكتشف أيضاً في القدس وبعلبك يتخذ معبد بعل شمين شكل معبد إغريقي- روماني ذي واجهة معمّدة مع ستة أعمدة تحيط بالجزء الأمامي تعلوها تيجان كورنثية وتتخللها قواعد لحمل التماثيل والكتابات أما الجزء المقدس من المعبد أي المصلى أو الحجرة الوسطية الناوس فكان عبارة عن مبنىً صغير تبلغ مساحته ١٥x٥ متراً وكانت تقاسيمه الداخلية أشبه بالهندسة الدينية الشرقية إذ أن المساحة منقسمة إلى ثلاثة أماكن مخصصة لقدس الأقداس مع زينة وهمية على شكل أبواب ونوافذ
تشتمل المساحة الداخلية كذلك على كوة ضمن حنية ذات نموذج فريد وضع فيها تمثال الإله وهو متربع تحت مظلة حيث أن المعبد لم يكن مسقوفاً على الأرجح
يحتوي المعبد على مجموعة تجهيزات تخضع لقواعد محلية غير معروفة في حوض البحر المتوسط يقع المدخل ضمن الجانب الطويل من الناحية الغربية وتتخلل جدرانه نوافذ عالية وكانت تماثيل الآلهة أو الرموز المشيرة لها توضع في أمكنة مرتفعة قبالة بعضها تحيط بسطح المعبد سلسلة من الشُّرَّافات وكان السطح يشكل مساحة شاسعة ومنبسطة خصص على الأرجح لاستضافة بعض الاحتفالات الرسمية كان يتم الصعود إليه عبر درج بسمك حائط يقع في الزاوية الجنوبية الغربية للمعبد ضمن الباحة الواقعة غرب المعبد وجدت قاعة كبيرة للولائم مع حوض للوضوء ومذبح ضخم وقد تم تصوير مشهدين متتاليين على عمودين ضخمتين الأول يمثل موكب تأبيني تظهر فيه إبل وامرأتين محجّبتين والمشهد الثاني اسطوري تصارع فيه مجموعة من الآلهة ضد وحش أسطوري له ذيل ثعبان
في مطلع العهد البيزنطي انتشرت المسيحية فصار الهيكل كنيسة لا تزال آثارها باقية فعلى الجدار المقابل للمدخل تبدو آثار قوس المذبح وعلى الجدار الغربي بقايا فريسكو تمثل الملائكة جبريل وميكائيل والقديس جورج.
خلال العهد الإسلامي أصبح المعبد حصناً وصارت الكنيسة جامعاً وذلك في القرن 12م وبقيت كذلك حتى عام 1930
في عام 2015 تعرض المعبد للهدم على يد تنظيم داعش بعد السيطرة على تدمر خلال الحرب في سوريا وقد وصفت اليونسكو التدمير المتعمد للمعبد بأنه جريمة حرب
القلم الحديدي 2020/9/14