مقالات متنوعة

التحنيط أو التجميد

Freeman

هناك آلاف من المومياوات المصرية تم اكتشافها قديماً تم سحق الكثير منها لإستخدامه في الأسمدة، أو كوقود للقطارات البخارية أو كأدوية قبل أن يهتم بها علماء الأثار. وهناك الكثير من الموميوات اكتشفت على مستوى العالم.

التحنيط الذاتي:

كانت بداية الحفاظ على الموميوات بشكل طبيعي في الرمال الصحراوية حيث إنعدام الرطوبة وتوافر المعادن التي تساعد على عدم إنتشار بكتريا التحلل أستخدم المصريون القدماء الأوائل حفراً صغيرة لدفن موتاهم في الصحراء.

أدت الرطوبة الطبيعية المنخفضة والقاحلة في الصحراء إلى تجفيف الأجساد المدفونة، وكان ذلك تحنيطاً طبيعياً بفعل الطبيعة دون تدخل من الإنسان كانت هذه المقابر مستطيلة أو بيضاوية ضحلة يعود تاريخها إلى (حوالي 5000 سنة قبل الميلاد).

وكانت المُومياوات الملكية محنطة بأعضائها كاملة ويرتدون  حُليهم. وهذا أدى إلى وقوعهم فريسة للسرقة ونبش قبورهم وجدت بعض المميوات وعلي أجسادهم أثار هذا الحُلي الذي تم سرقته ثم تطور الأمر إلى وضع الأجساد في توابيت قبل دفنها في رمال الصحراء  للحفاظ عليها من اللصوص ولكن أدى ذلك إلى تحللها مع مرور الوقت  فتم لف المُومياوات وأدخلوها في مخابئ أكثر أماناً.

إرتفاع درجات الحرارة بشدة وإنخفاضها بشدة كما في المناطق الجليدية أو الظروف اللاهوائية مثل المستنقعات كان له أثر على قتل بكتريا التحلل والحفاظ على المومياء بشكل ذاتي  وحدثت كثيراً على سبيل الصدف مثل المُومياوات التي وجدت في المكسيك وهي مجموعة تضم أكثر من 100 مومياء عثُر عليها مدفونة  في أقبية فوق الأرض ويعتقد أن الحرارة الشديدة أو الكهوف الغنية بالكبريت في المنطقة والمعادن الأخرى حفزت عملية التحنيط الذاتي.

اعتقد المصريون القدماء أن البا (الروح) تعود كل ليلة إلى الجسم بعد وفاته، لذلك كان  الحفاظ على الجسد ضرورياً لبقاء الروح منطلقة بحرية في الحياة الآخرة الحضارة المصرية اتقنت علوم فن التحنيط ثم إنخفض هذا الفن تدريجياً بمرور العصور ثم نقلت عنهم الحضارة اليونانية و الرومانية ولكن ليس بقدر إبداع الحضارة المصرية لم يقتصر التحنيط على أجساد البشر فقط ولكن وجدت الاف من الحيوانات والطيور المحنطة بالحضارة المصرية.

ومع تأخر علم التحنيط بدأت حقبة جديدة بإزالة أحشاء المتوفى ووضعها بأوعية كانوبية مع الحفاظ على القلب بموضعه بالجسد  ليشهد على المتوفى بالعالم الأخر ولكن كانت تكلفة تحنيط الموميوات باهظة جداً فكانت هناك طرق أخرى للتحنيط أقل تكلفة لعامة الشعب وكان حرص القدماء على تحنيط أجساد موتاهم غاية في الأهمية وكان يعتقد أن روح الميت الذي أهمل أهله حنيطه سوف تعود لهم وتعذبهم وتطاردهم وتجعل حياتهم  تعيسة، إلى أن يتم تصحيح الخطأ الذي أرتكب ضد المتوفى.

ولكن كيف يتم تصحيح ذلك !!!! سنعرف أخر المقال كان المكون الرئيسي في عملية التحنيط المصرية القديمة هو ملح النطرون أو الملح الإلهي. وهو خليط من كربونات الصوديوم، بيكربونات الصوديوم، كلوريد الصوديوم وكبريتات الصوديوم. يحضرونه من وادي النطرون على بعد 64 كيلو متراً شمال غرب القاهرة.

وبمجرد تحرير الروح من قيود الجسد، تحتاج  إلى الإعتماد على الأشياء التي كانت مألوفة لديها  في الحياة. لذلك كانوا يزخرفون المقابر ويضعون كل ما أعتاد الميت على إستخدامه في حياته حتى الطعام المُحبب لدية وأدواته الخاصة، كفرشاة الأسنان وبعض الأساس المنزلي.

الموت لم يكن نهاية بل إنتقال من شكل إلى أشكال أخرى من الوجود، من كتاب الخروج للنهار كان ينعت المتوفى بمقام من مقامات النترو مثل أوزوريس أو رع، يقال ليتحد مع النجوم أو يتحد مع رع أو يتحدث بصفته جحوتي رمز الحكمة أو طائر العنقاء أو الصقر،ويطلب أن يعود للنهار للحياة مرة أخرى في الشكل الذي يريده … أو يظل حياً في مملكة الموتى، إذا كانت روحة نقية طاهرة بعد أن يوزن قلبه بميزان ماعت.

التحنيط  عند الرهبان:

عرف بعض الرهبان البوذيين التحنيط الذاتي من خلال قضاء سنوات في تجويع أجسادهم وتناول الأطعمة التي تمنع التحلل والتخلص من الدهون عن طريق شرب مادة تسبب القيء للتخلص من السوائل وبكتيريا التحلل داخل الجسدويقال أن في وقت ما، كان يتم دفن الرهبان أحياء عند شعورهم بإقتراب الموت ويمتنعون عن الطعام لتنقية أجسادهم من بكتيريا التحلل ولكن نادراً ما كان التحنيط الذاتي يؤتي ثماره المرجوة ويرجع إهتمام الأقباط المسيحين بالتحنيط لأنهم ورثوا علوم المصريين القدماء فمازالت طقوس الكنائس مستمدة من التعاليم المصرية المقدسة وكذلك اللغة القبطية حافظت على لغة المدو نتر المعروفة بالهيروغلوفية إلى الأن.

أسباب التحنيط:

هناك عدة نظريات لعلماء الأثار والباحثين عن سبب إهتمام المصريين القدماء بالتحنيط، منهم من يرى أن السبب ديني عقائدي وهو إعتقاد القدماء في البعث وعودة البا (الروح) والتي تكون حرة طليقة بالعالم الأخر في حالة الحفاظ على الجسد دون تحلل، ويعتقد البعض إنه كان لتقليد دورة حياة الفراشة، ويعتقد البعض الأخر انهم أرادوا أن يعودوا في نفس الهيئة. فتكشف بعض السجلات المصرية أن الفراعنه قاموا بصبغ الشعر بالحناء لأسباب روحانية فكانوا يؤمنون بال (كا) القرين  ككيان منفصل عن الجسد وأنها تمثل الشخص الحقيقي وليس الجسد  واعتقدوا أن الكا مرتبطهة بحبل أثيري مع الجسد فلا يتم التجسد مرة أخرى وتكون الروح حرة طليقة في الكون مع هذا الرابط الأثيري،وبعض العلماء قد أكدوا على وجود حرارة سجلتها الأجهزة لديهم  تنبعث من أماكن الموميوات وكأن روحاً حية تسكن فيه.

ويرى دكتور شريف السركي أن القدماء فعلوا ذلك لتتعرف الأجيال اللاحقة على أجدادهم أصحاب هذه الحضارة العظيمة ولا ينساقون وراء تخاريف الكائنات الفضائية التي جاءت لتعلم البشر وقامت بتهجينهم بكائنات أخرى.

ملحوظة:

كل التماثيل التي وجدت أو النقوش التي صورت النترو (قوى الطبيعة المستمدة من الله) في رأس حيوانات وجسد إنسان، لم يكتشف لها أي مُوميوات ولم تتجسد بل هي طاقات وقوى رمزية صورها القدماء بهذا الشكل ليبرهنوا على أن شخصية هذا النتر جمعت بين صفات الحيوان والإنسان، فلا يوجد جسد تمثل على الأرض من الأرباب بوجه كلب أنوبيس ولا طائر أبو منجل ولا خنفساء خبر ولا ثعبان أبيب.

ونأتي لفكرة أن التحنيط كان للحفاظ على الجسد لحين عودة الروح له مرة أخرى وهذا ما يسمى (التجميد الكربوني)أشرت إلى أن جسد الإنسان مكون من الكربون وناقشنا ذلك في بوست ذرات الألهة 666  سابقاً.

ونذكر أهمية هذا الرقم لدينا  وذكر بسفر الرؤيا ولذلك تم إستخدام الملح الكربوني لحين عودة الروح مرة أخرى. ولكن لماذا لم يعودوا حتى الأن ؟؟؟ وكيف ستعود الروح لأجساد هرمت وشاخت ؟؟؟عودة الروح تنتظر العصر الذي يتوافق مع ذبذبات هذه الأرواح لتكون في أحسن تقويم حيث تستطيع تجديد الخلايا التي شاخت داخل الجسد ويعودوا لمرحلة الشباب مرة أخرى.

وذلك ما ذكره تحوت عندما ذكر عودة الأرباب. وتنبأ بسقوط البشرية في وعي منخفض بعد أن رحلت الأرباب إلى السماء وتركت الأرض والأرباب هنا المقصود بها (الوعي الربوبي)

والتي مازالت تربوا بنا من خلال اللوح المحفوظ أوالذاكرة الكونية الأكاشا الأم (الكمبيوتر الكوني) والذاكرة الجسدية DNA هي الكمبيوتر الأصغر المتصل بها كلاً منا حسب وعيه واستقباله وإرساله وقد عرفنا من خلال بوستات العصور أن العصر يتكون من 26 ألف سنة تقريبا (الدورة الافلاطونية).

وكان القدماء بارعين في علوم الفلك وبتغيير العصور تحدث كوارث على الأرض ويحدث تغير فيزيائي في  الكائنات الحية  نتيجة تغير ذبذبات الكون من حولنا ترددات العودة مرتبطة بدرجات الوعي وبالإنقلابات القطبية وتغييرات المناخ والتي يشهدها العالم اليوم وهي تخضع لقوانين وضعت مع خلق هذا الكون،فربما توصل القدماء لكل هذه العلوم وقاموا بتجميد أجسادهم لعدم التجسد مرة أخرى حتى يحين عودتهم لأجسادهم في عصر الخلود، وهذا يفسر لنا لماذا حفظوا معهم كل مجوهراتهم وحبوب الطعام وخميرة جافة وكل أدواتهم التي كانوا يستخدمونها في حياتهم اليومية، ولماذا برعوا في تزين المقابر بشكل مذهل وكتبوا عليها رحلتهم وتعاويذهم .. ربما لأن الروح تظل مرتبطة بالجسد في هذه القبور ، فهي بمثابة بيوتهم

في العالم الأخر. ولذلك نجد الباب الوهمي الذي يوجد بكل مقبرة وله قياسات هندسية محكمة ربما لمرور هذه الروح.

أنهم في إنتظار العصر المناسب لترددات العودة وذلك يفسر لماذا كل التماثيل تم كسر أنوفهم من بعض الهمج، لأن الأنف هي المنفذ لمرور الروح وعودتها للجسد ولكن مع نسيان وفقدان هذه العلوم.

وهبوط الوعي أصبح التحنيط بازالة أحشاء الميت. وفقدنا هذا العلم بمرور الوقت وتغير العصور وبحلول الأديان التي تم تفسيرها  بشكل خاطىء أدت إلى تحريم  التحنيط وتشويه كل المعاني و إفراغ الأديان من روحانيتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى