مقالات متنوعة

خصوصية وقدسية ومعاني الرقم سبعة

لا يمكن اعتبار الرقم سبعة مثل أي رقم آخر كونه يمتلك خصوصية أدركتها الحضارات القديمة واعتبرته رقما يرمز إلى الكمال وآمنت بهذا الاعتقاد شعوب الشرق الأقصى مثلما آمنت به شعوب ما بين النهرين والمصريين القدامى والإغريق واعتبروه رقما مقدسا كما نسبوه إلى الشمس وقوى النور

وهناك أدلة واضحة في الكتابات المسمارية على أن البابليين كانوا يعتبرون الرقم 7 عدد الكمال بل إن السومريين الذين أخذ عنهم البابليون كانوا يستخدمون العدد 7 مرادفا لكلمة الكل وكانت الأبراج البابلية المكونة من سبعة طوابق تمثل الكون كما كانوا يستخدمون العدد للتعبير عن أكبر قوة وأعظم قدرة وأيضا جعلوا أيام الأسبوع 7 وجعلوا السنة 52 إسبوعاً أي 5 + 2 = 7 وهكذا ومن هنا وجد الرقم 7 طريقه إلى المجال الديني وربما منذ منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد فكانت العبارة سبعة آلهة تعني جميع الآلهة

الرقم سبعة في اليهودية النصر والكمال

يرمز رقم سبعة في الكتاب المقدس إلى الكمال الروحي فورد الرقم 7 أكثر من أي رقم آخر فلفظ سبعة وسابع و7 أضعاف وردت في العهد القديم 392 مرة والمعتقد التوراتي يشير إلى أن الله أتم الخلقة في اليوم السادس وأشبع العالم ولم يعد ينقصه شيء وفي اليوم السابع استراح الله لأن كل شيء كان قد تم خلقه حسنا وكاملا ولا يمكن أن يضاف شيء لما خلقه الله

واليوم السابع أيضا هو يوم الراحة في العربيةوهو تمام الأسبوع كما أن أول إنسان صعد إلى السماء كان أخنوخ أو إدريس وهو الحفيد السابع من ولد آدم كما أن إيليا استراح بظهور الغمامة بعد صلاته السابعة وزيادة في دلالات التقديس كانت أعياد اليهود 7

وفي فتح أريحا وحسب سفر يشوع فإن الله أمرهم بالدوران حول المدينة مرة لمدة ستة أيام ثم في اليوم السابع أمرهم أن يطوفوا حول المدينة سبع مرات وعند تمامها انهارت أسوار المدينة ما سمح لبني إسرائيل بدخولها ودلالة هذا الدوران يكشفه القمص تادرس يعقوب في تفسيره أن الدوران يُشير إلى الدخول إلى الأبدية بكونها تمثل الحياة التي بلا نهاية كالدائرة وأخيرا لاننسى شمعات الشمعدان اليهودي المشهور السبعة .

الرقم سبعة في المسيحية  الأسرار والفرج

للرقم سبعة دلالات كبيرة في العهد الجديد وفي الطقوس الكنسية فأسرار الكنيسة أي طقوسها سبعة هي   المعمودية   الميرون    الافخارستيا التوبةوالاعتراف   مسحة المرضى  الزيجة  الكهنوت  وتؤمن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأن هذه الأسرار لازمة تماما للكنيسة العامة وبعضها لازم لجميع المؤمنين للخلاص وهناك أيضا الختوم السبعة التي ذكرت في سفر الرؤيا في العهد الجديد ورأيت على يمين الجالس على العرش سفرا مكتوبا من داخل ومن وراء مختوما بسبعة ختوم وختم السفر بأختام من الشمع الأحمر ضمان لسريتها وإشارة إلى أن المسيح هو الوحيد القادر على فتحها و ذُكر في سفر الرؤيا أيضا عبارة فأعلم وأفهم أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع فالفرج يأتي بعد سبعة

الرقم سبعة في الإسلام  التوحيد والحج

في القرآن ذكر عدد السموات بأنه سبعة والأراضين أيضا سبعة كما أن أيات سورة الفاتحة سبعة وحديث النبي أن الله سيظل في ظله يوم القيامة سبعة وتتكون لفظة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله من سبع كلمات وفرائض الحج وواجباته سبعة ويطوف المسلم حول الكعبة سبعة أشواط ويسعى بين الصفا والمروة سبعة أيضا وفي النهاية يرمي الجمرات على سبع دفعات كل دفعة سبع جمرات بالإضافة للكثير أيضا مثل الإحتفال بطهور المولود بعد سبعة أيام من ولادته وحلاقة شعره وذبح العقيقة الخاصة بالمولود بعد سبعة أيام

الرقم سبعة عند الشعوب البدائية

الشعوب البدائية التي وضعت الأسس الأولى للحضارة الإنسانية كانت تضفي على الرقم 7 خصائص سحرية وقيمة رمزية وعلى سبيل المثال فإن مدينة روما أقيمت على سبع هضبات وكذلك العاصمة الروسية موسكو أنشئت على سبعة تلال والموروث الشعبي الهندي يذكر أشياء كثيرة عن رقم  7 كما أن الحضارتين الصينية واليابانية كانتا تعتبران الرقم 7وتقدران قيمته الإيجابية والبشائرية السحرية التي يرمز إليها وفي الحضارة اليونانية القديمة كان الناس يعترفون بعجائب سبع في العالم وينتصحون بأقوال الحكماء السبعة كما أن الأسبوع يتكون من سبعة أيام وقوس قزح يتكون من سبعة ألوان  وليست مصادفة أن يكون السلم الموسيقي مؤلفا من سبع نغمات وعادة يهدى كرمز للسعادة قطيع من الفيلة مؤلف من سبعة تماثيل خشبية كما أن الروس يصنعون تماثيل لعبهم الفولكلورية من سبع فتيات

وقد انفرد هذا العدد بالشهرة لاسيما في التنجيم وكتاب القبالة وكل الأمور السرية لأنه داخل في أهم تقسيم للفلك ولذلك قد وجدت آثاره على الأبنية الدينية القديمة عند أكثر الأمم وكان عند الجميع مقدساً إذا أرادوا تقسيماً أو أعمالاً مفردة متفرقة يجعلون الأساس في ذلك هذا العدد فكان المصريون ينقسمون إلى 7 فرق وجعلوا النيل 7 مصبات وكانت الأهرام ذات 7 غرف وكانوا يطوفون بالبقرة المقدسة 7 مرات حول الهيكل .

القلم الحديدي 1 / 10 / 2020

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى