مقالات متنوعة

كلمات كافر

 

أبدأ ؟ ومن أين لي ان أبدأ… حين تتطاير شظايا فكري البائسة لتصيب قلب أحد إخوتي الأحباء.

لم أقصد الإهانة قط ولم أكن أشعر بمدى سذاجتي وإنحطاط فكري، فتكلّمت ويا ليتني لم أنطق.

إخواني، رغم أنني لا أزال على عتبة الدرجة الأولى إلاّ أنّ قناعاتي تزداد يوماً بعد يوم بأنّ المعرفة هي سلاح ذو حدّين. هي ضربة محترف أتقن استعمال المطرقة والإزميل ليرى ويميّز بين شطرين متناقضين ومتناغمين مع حركة ساعده صعوداً وهبوطاً. وإن لم يثبّت الضارب هيكل جسده يسقط. والمبتدئ يسقط، وهل أتقن إستعمال الأدوات و إحترف مهنة البناء؟

ليلة أمس أحبائي تعثّرت مرتين (نكران الله ولا تقتلني­) وفي المرتين سقطتُ وما زلت مطروحاً أرضاً حتى الساعة. وها أنا ذا، أحاول أن انهض واجمع أضلاع مثلثيَّ المتعاكسين.

المارد، عندما يسقط  يتحطم ويحطم معه كل ما هو داخل قطر دائرته. وكسهم حارق أصابت كلماتي قلب أخٍ أكنّ إليه كل وقارٍ ومحبةٍ وتقدير. “لا تقتلني” ثم رددتها صباحاً ” لا تقتلوني”. إلاّ أنّ المقصود ليست التصفية الجسدية أو إشارة إلى أنكم أشرار لا سمح الله. لا ! وإنما إخواني أنا أموت وأحيا بصمتكم وبكلامكم الذي به تتفوهون. أؤكد لكما بأني لم آخذ أية أبعاد سيئة للكلمة رغم أنّ وقعها ليس بالشيء الجميل وسأحذفها من معجمي الفكري. (كان هذا للتوضيح).

لا أعلم من أين أتى ذلك الخلل المشين. اختلّ الميزان،  تكسّرت دعائمه المصلَّبة ضاعت أقطابه الأربعة وفقدتُ التوازن إلى أن ضاعت “البوصلة” فكان السقوط.

تزعزع هيكل ذاتي وفقدت الانتظام وخللت بالنظام مسبباً ثقباً في جدران الهرم الذي أقمتموه من أجلي، ذلك الصرح المقدس، المثلّث الأقطاب الذي أسستموه لقبولي لتعملا بكد ومحبة وعطاء على مساعدتي في تقبل الأسرار ونحت الحجر الأصم القابع في داخلي محوّلين جهلي إلى نور وجنوني الى حكمة.

إخواني، من لا يدرك خطأًهُ لا يمكنه التصحيح وأنا أقرّ بخطئي و خطيئتي أمام الله وأمام ذاتي وأمامكما؛ وها أنا ذا أعود كي أنهض وأثبّت خطواتي من جديد لأكمل بناء دعائم الهيكل الذي أسعى لبنائه. ولأكمل مسيرتي، لا بدّ لي أن أقدم اعتذاراً ثلاثياً إلى الذين أسأت إليهم:

الله: الذي منحني الحياة وملأني بشذا أنفاسه ومنحني نعمة الوجود.

ذاتي: التي أعمل على شذبها وترميمها لتعلو في سماء المعرفة وتجتمع بالحب    الإلهي عند المغيب.

أنتم: ذاتي في نقطة التقاء زمن ومكان مختلفين. واقعياً، أنتم إخوتي بالله وبالبنائية وأصدقائي الاقرب والاحب إلى قلبي.

إخواني، يبقى التواضع أساس المحبة كما أن الاتزان أساس الحكمة، وما كنت كتبت حرفاً لو لم أكن أشعر بالذنب والخطأ. أرجو السماح عن كل أسائة اقترفتها بحقكم ولو عن غير قصد، كما أرجو تقبّل اعتذاري قبل مغيب الشمس.

“من أحبّ أخاه فهو سائرٌ في النور بهذا يقوم كمال المحبة فينا بأن يكون لنا ملئ الثقة في يوم الدين لأننا نحب الإخوة”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى