مقالات متنوعة

أعمدة الهيكل

الهيكل الانساني

البنائية مدعوة إلى إعاد بناء الهيكل الانساني على اسس هيكلها الكنعاني القديم، فعندما يفهم البناؤون معاني الرموز، تنتقل البنائية من الرمزية إلى الدافعية، وتتحقق اعلى امنية بشرية وهي بلوغ الحكمة التي تقرب الانسان إلى الخالق.

يرتكز كل بناء حر على قوة تساعده على الاستقامة والصمود والإرتقاء، ومنذ القدم كانت التحديات لبناء أبنية وأبراج ومعابد تصل إلى حدود السمت وتكون رمزاً للصمود لأجيال عديدة قادمة،  كذلك بنائنا هذا، هو رمزاً للصمود والاستقامة والارتقاء، وهو يرتكز على أعمدة ثلاث دائرية مختلفة بطولها وشكلها.

فالمحفل محمول على ثلاث اعمدة تسمى الحكمة والقوة والجمال، فالحكمة للارشاد والقوة للاعانة والجمال للزينة، الحكمة ترشدنا في كل مشروعاتنا والقوة تعيننا على كل صعوباتنا والجمال لتزين نفوسنا. تظهر الحكمة في تعبير امبراطورة سماوية مجنحة كالعذراء البرجية،  تعرف بـ (صوفيا) الأم العذراء، وهي ترمز إلى الذكاء الذي يساعدنا على الرؤية والتمييز والتحليل من خلال العقل ليوصلنا إلى الحقيقة التى نسعى إليها لإنتاج الأفكار الخلاقة، والإبداع وهو طريقنا إلى الإرتقاء والتطور، كما يصفها الغنوصيون فالأم العذراء تمثل  كل الأفكار الخالقة للإشكال. إنها الذكاء والعقل اللذان يكشفان عن مشروع البناء ويعطيان تصميمه.

أعمدة الهيكل

عامود الحكمة: تظهر الحكمة من خلال تعبير فلسفسي على امبراطورة سماوية مجنحة كالعذرآء البرجية، تعرف بـ (صوفيا) الأم العذرآء، وهي ترمز الى الذكاء الذي يساعدنا على الرؤية والتمييز والتحليل من خلال العقل ليوصلنا الى الحقيقة التى نسعى اليها لإنتاج الأفكار الخلاقة والإبداع وهو طريقنا الى الإرتقاء والتطور. والحكمة ترمز أيضاً الى الرئيس المحترم الذي من المفروض أن يتقن أداءها في الهيكل التي من خلالها يرشد البنائين الى طريق الحقيقة وينير دربهم.

عامود القوة: وجود الحكمة هو ركيزة أساسية للإرتقاء لكن وحدها لا تكفي لجعل هذه الرؤى والأفكار حقيقة ملموسة، لذلك تحتاج الى قوة الإرادة لتنفيذ المبادئ وترويض النفس لأبعادها عن الأخطاء المميتة التي تزيد الشوائب في النفوس، فالأم العذراء (الحقيقة) لم تعد هاوية،؛ بل أصبحت بقوة الإرادة أشبه بإمرأة خلاقّة وعملية بإمساكها أسداً يزمجر “بقوة الأرادة”، رمز الإحاسيس التي يجب إخضاعها وتهذيبها لمصلحة وتواصل البناء الكبير(هيكل النفس البشرية)، لذلك كان وجود القوة، التي ترمز أيضاً للأخ المنبه الأول وهو يراقب غروب الشمس (ليدخل في التأمل والمراجعة الذاتية) ويعلن انتهاء النهار والأعمال (العمل المادي) ويعطي الأخوة البنائين ما يستحقونه (غذاء الروح).

عامود الجمال: الحقيقة تظهر الجمال وهو نتاح تناغم الحكمة والقوة، لتضهر لنا الصورة واضحة مرئية لنرى الحقيقة، كالإمرأة العارية من دون شوائب (اي ان الحقيقة لا تحتاج إلى غطاء أو ثوب يجملها فهي تظهر جمالها من خلال الحكمة المستندة إلى قوة الإرادة)، وهو يرمزايضاً الى الأخ المنبه الثاني الذي يعلن بداية النهار والعمل(العمل المضني بنحت الحجر الغشيم بواسطة الإزميل والمطرقة)  ويراقب الشمس بوجودها بأجمل صورة في وسط السماء ليدعوا الإخوان إلى العمل.

اما من الناحية الروحية؛  فالعقل يمد النفس لتكون الكلمة الناطقة، والكلمة هي قلب الجسد وتعبر عنه وترمز اليه (اللسان ترجمان القلب) والقلب إذ لم يكن متصلاً بالعقل بواسطة النفس تنفصل الوحدة القآئمة وتغشى البصيرة ولن تدرك العلوم الحقيقية والأنوار البهية إلاّ بلطافة العقول وصفاء النفوس وروحنة القلوب.

من الناحية الفلكية الفلك فيه إثنا عشر برجاً تحكمهم سبعة كواكب مقّسمة على أربع طبائع ولكل طبع ثلاثة بروج يتمركزون في جهة من الجهات الأربع، كذلك حركة الشمس مع البروج قسّمت على القاعدة الثلاثية حيث اٌعطي لكل برج ثلاثون درجة حسب الخطوط الوهمية: 30×12=360 درجة وهذا كمال الدائرة، ومن هذه القاعدة ينطلق حساب المقارنات الفلكية وسرعة حركة الكواكب وعليها كان الأقدمون يتنبأون وإشتهرعلماء هذا الفن من عصر الفراعنة الى يومنا هذا.

لذلك التأمل في الأعمدة ورمزيتها هو التحدي الذي نخوضه في التغلب على المعوقات الاجتماعية والنفسية والعقلية التي فرضت علينا، والسعي لتحقيق أعلى شكل من أشكال الوعي، لنصبح بنائين بكل ما للكلمة من معنى لنرتقي بأنفسنا ثم بمجتمعنا لما فيه خير البشرية. فلا تعود يحجب الحق عن عقله طغمة العاملين في الظلام، الذين رفضوا النور وأسالوا دمه على المذبح، ثم رفضوا النور واسالوا دمه على الصليب، وما زالوا يرفضون كل نور يلأتي إليهم حتى تأتي الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى