مقالات متنوعة

فلسفة طاقة الألوان وأسرارها

:Preparation

Troy Ashmoun

اللون ليس مجرد جزء لا معنى له، بل هو الضوء والطاقة، اللون شيء مرئي ينعكس وينحني وينكسر عبر جميع الجسيمات. وله تأثير كبير علينا في الكثير من الأوقات، إن لم يكن معظمها، وأحد الأمثلة على الطريقة التي يمكن أن يؤثر بها الضوء علينا هو شكل خفيف من أشكال الاكتئاب يعرف باسم الاضطراب العاطفي الموسميSAD  والذي يسبب معاناة العديد من الأشخاص خلال فصل الشتاء وشعورهم بالكآبة والحزن غير المبرر. 

يعرف اللون بأنه صفة للجسم من السواد والبياض والاحمرار وغيره، وعندما تقوم الألوان بعملية تعديل الضوء بشكل فيزيائي فتراه العين البشرية أو عين الحيوانات، وتسمى هذه العملية بالاستجابة، ويقوم الدماغ بترجمة هذا الضوء فتسمى هذه العملية في علم النفس بعملية الإحساس، واللون هو أثر ينتج في عين الكائن الحي، حيث تقوم الخلايا المخروطية بتحليل اللون للشخص بشكل ثلاثي، وينتج اللون عن الضوء الملون أو المواد الصبغية الملونة، واللون هو إحساس موجود في الدماغ، أو الجهاز العصبي للكائنات، وأيضًا تعد أشعة الضوء مادة غير ملونة، بل إن شعور داخل الدماغ يقوم بتحديد اللون، وللألوان دلالات خاصة سيتم التحدث عن أسرار الألوان وصفاتها. 

ان اللون قديم قدم الانسان وله مدلول عام عند الشعوب ومدلول خاص عند الأفراد. فالشعوب أتخذت الالوان رمزاً عاطفياً أو سياسياً  لكيانها، مثل (علم الدولة) فكل علم يحمل رمزا أو رموزاً، وهذا الرمز له دلالات نفسية وقد تتنوع دلالات الرموز، فقد تكون دينية أو سياسية أو عرقية أو اجتماعية …الخ.  

أثبت الكثير من الدراسات أن للألوان تأثيراً في خلايا جسم الإنسان، بحيث يساهم بعضها في توليد طاقة إيجابية تُشعر المرء بالراحة النفسية والهدوء، بينما بعضها الآخر يجعله عُرضةً للتوتر والانزعاج، ولهذا يفضّل المرء لوناً على غيره من الألوان، لكونه مرتبطاً بخلايا جسمه ويؤثر في نفسيته. كما يمكن الألوان أن تعالج بعض الأمراض الجسدية. 

إن فلسفة الألوان ،علم واسع الأبعاد يتصل بالأمزجة وعلم النفس الجمعي والثقافة الحية والذوق الإنساني، وهو لا يقتصر على المقتنيات ، بل يمتد إلى المعاني، وأسس التذوق، وخصب التفكير، والمشاعر.

ان التصورات الفلسفية عن الألوان وانعكاسات الحياة وتذوق كل إنسان لما يروق له. وبدء الإنسان بتمييز الألوان منذ طفولته، وأي الألوان يهوى ويعشق بناء على التكوين الأول الذي كانت له مؤثراته في ذهنه وذاكرته .. كم هي مشاعره وتأثره بالطبيعة التي من حوله؟ هل يهرب من الألوان المبهرجة إلى الألوان الباهتة أو بالعكس! وربما يعتقد البعض بأن مثل هذه الاهتمامات هي شكلية ولا علاقة لها بحياتنا وهمومنا ومجالات تفكيرنا الذي ينبغي أن ينصّب على ما هو أهم ، وأجيب على كل من ينتقد هكذا اهتمامات، انه لو يدري كم يضّيع الإنسان في مجتمعاتنا من وقته واهتماماته وتفكيره بتوافه الأمور، لأشفق على مجتمعاتنا قاطبة .. ولوجد بأن حياتنا لا يمكنها أن تستقيم من دون أن تزرع جملة من المعاني الجديدة فيها، أو أن تخصب تفكير أجيالها بطاقة كبرى من الجماليات بعيداً عن الفوضى والدمامة والفجاجة والقباحة والبشاعة.

فيزيائية اللون:

لا بد من التحدث حول فيزيائية اللون وكيفية تشكل اللون، فاللون هو عبارة عن مجموعة من الإشعاعات لأطوال الموجات وأشدها، وعندما يكون للإشعاع طول موجي معين يوجد في المنطقة المرئية للعين البشرية يطلق عليه ضوء، ويقوم جهاز تحليل الضوء بتسجيل قوة طول الموجات كلها وطيف الشعاع القادم من الجسم فعندها يحدد مظهر هذا الجسم مع الإحساس بلون الجسم، واللون هو مقدار الطيف الذى يقدم زيادة الإحساس باللون نفسه، ويمكن أن يتغير تعريف اللون للأجسام المختلفة باختلاف الضوء المرئي فالجسم الذى يعكس الطول الموجي بشكل متساوٍ يشاهده الأشخاص على أنه أبيض، بينما الجسم الأسود فيقوم بامتصاص الأشعة الموجية ولا يقوم بعكسها كاللون الأبيض، وبهذا تم توضيح أهم المعلومات حول فيزيائية اللون، وفيما يأتي سيتم التحدث عن أسرار الألوان وصفاتها، وما هو الشعور الناتج عن كل لون من هذه الألوان.

إذا كنت تعتقد أن علاج بعض الأمراض الجسدية غير ممكن إلّا بتناول الأدوية الخاصة بها أو بالخضوع للعمليات الجراحية، عليكِ معاودة التفكير في هذا الأمر. فقد تبين أن هناك علاقة بين الألوان وبعض الأمراض الجسدية، حيث تساهم الألوان في الشفاء من الأمراض، أو على الأقل في التخفيف من حدّة الآلام التي ترافقها،وتؤكد النظريات الأساسية في علم النفس أن لكل لون من ألوان الطيف ذبذباته الخاصة، والتي تتفاعل معها خلايا الجسم فتُصدر تردّدات تختلف باختلاف الحالة النفسية للشخص. لذلك تساعد بعض الألوان على تغيير تردّدات خلايا الجسم من خلال ذبذباتها, ومن أبرز هذه الألوان:

  • الأبيض: يساهم اللون الأبيض في علاج الأطفال المصابين بمرض اليرقان الصفراء عند الولادة، أو الذين يصابون به في عمر متقدّم، واليرقان هو الخلل في عمل الكبد، وذلك من خلال تعريضهم لضوء شديد البياض (نيون) فيُشفون تماماً.
  • الأزرق: يساعد اللون الأزرق في تبطيء سرعة ضربات القلب وتنظيمها، كما أن التعرّض لأشعة باللون الأزرق مهم جداً للمرضى الذين يعانون مشاكل في عملية التنفس. وأثبتت دراسات أن تعريض المريض المصاب بالتهاب مفاصل روماتيزمي للون الأزرق مدة 15 دقيقة يساعد بشكل ملحوظ في تخفيف حدّة الألم.
  • الأخضر: يخفّف اللون الأخضر من الآلام الناجمة عن مرض السرطان في مختلف مناطق الجسم، وذلك من خلال النظر الى مساحات خضراء شاسعة أو التعرض لأشعة باللون الأخضر.
  • الأصفر: يؤثر اللون الأصفر في عمل البنكرياس والكبد والطحال حيث يعيد بناء الأنسجة فيها، كما أنه يساعد الدماغ في الاحتفاظ بالمعلومات وبالتالي يقوّي الذاكرة، كذلك يساهم هذا اللون في تنظيم نبضات القلب وضغط الدم في الجسم.
  • الأحمر: أثبتت بعض الدراسات أن تسليط أضواء حمراء على عيون أشخاص يعانون من الصداع النصفي يساعد بنسبة 93 في المئة على الشفاء منه، ذلك أن الأحمر يساهم في ارتفاع ضغط الدم وتوسيع الأوعية الدموية.
  • البرتقالي: يساعد البرتقالي في فتح الشهية عند المرضى الذين يعانون من انقطاع الشهية، كما يساهم التعرض لأشعة باللون البرتقالي في علاج التهابات العيون مثل التهاب القرنية، ناهيك عن قدرته على تنشيط عمل عضلة القلب.

حكمة الخالق فى التنوع والإختلاف وتغير الأحوال والأمزجة والقدرة الربانية في خلق التوازن الحياتى لإختلاف الرؤى والإتجاهات.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى